فى حرب أكتوبر 73 استخدم العرب البترول كسلاح وقاموا بقطع إمداداته عن الدول الغربية المساندة لإسرائيل فارتفعت الأسعار واضطربت الأسواق وانتظر أصحاب السيارات فى طوابير طويلة أمام محطات الوقود للحصول على احتياجاتهم، وبدأت الدول المضارة فى البحث عن بدائل حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى. الآن ونحن فى ظروف إقليمية ودولية غير مستقرة تسير بنا نحو مرحلة من المواجهات والصراعات بين القوى الكبرى يعود السؤال مرة أخرى حول الأسلحة غير التقليدية التى يمكن للدول المتحاربة استخدامها إذا ما احتدم الصراع، وبالطبع لن يكون البترول ولكن الإنترنت. والدولة الأكثر قدرة على استخدام الإنترنت كسلاح ضد خصومها فى الوقت الحالى هى الولايات المتحدة التى تسيطر بشكل كبير على البنية التحتية لخدمات الشبكة العنكبوتية وهو ما يعطيها القدرة على التحكم بدرجة كبيرة فى خدمات الشبكة عالميا ولكن يمكن لدول أخرى الإضرار بخصومها بوسائل أخرى من بينها مثلا قطع الكابلات البحرية التى توفر الخدمة للعديد من دول العالم. المهم هو أن قطع الإنترنت سيؤدى لخلل كبير فى الدول المضارة من بينها وقف خدمات المواقع الإعلامية الإلكترونية وهو ما يعنى شل قدراتها على التواصل مع شعوبها وفى ذلك خطر عظيم. ولأن الصحافة الورقية لم تعد الوسيلة الرئيسية للتواصل مع الجماهير فلن تكون هناك وسيلة للتواصل سوى الإذاعة التقليدية التى تعتمد على الموجات والترددات وليس على الإنترنت. هذه دعوة للاهتمام بالإذاعة المصرية وتقوية قدراتها التقنية استعدادا ليوم قد نحتاجها فيه ولن نجد سواها، ولا بأس من بعض الاهتمام بتوفير أجهزة الراديو الصغيرة الحجم المعروفة بالترانزستور.