المثل الغربى يقول (إذا حاصرت النمر فى ركن الغرفة فلن يملك بديلا سوى مهاجمتك) وهو يعنى بكل بساطة أن من الحكمة فتح منافذ للخروج من المأزق وإلا فإن عدوك القوى سيهاجم بكل ضراوة للقضاء عليك. وهذا المثل ينطبق بدقة على وضع روسيا حاليا التى تواجه مخططا جبارا لتفتيتها والقضاء عليها، وهو ما دعا الرئيس الروسى بوتين للتلويح باستخدام السلاح النووى إذا ما تعرضت بلاده لخطر مصيرى.

والحديث عن تفتيت روسيا ليس ضربا من الخيال، وليس جديدا كما يظن البعض والدليل تجربتان شخصيتان لكاتب هذه السطور أكدتا هذا التوجه بشكل لا يقبل الشك، كانت أولاهما خلال مؤتمر عقد فى اليونان عام 1992 ألقى خلاله خبير فى حلف الناتو محاضرة عن المخططات التى يمكن تنفيذها لتقسيم روسيا.

أما التجربة الثانية فكانت خلال زيارة لموسكو بدعوة من منظمة مجتمع مدنى لإلقاء محاضرة عن تجربة ثورة يناير المصرية، وتبين من خلال المناقشات الجانبية أن المنظمة مدعومة من الولايات المتحدة وأن هدفها إثارة القلاقل وإسقاط الدولة الروسية. وبالفعل قامت موسكو بحظر عمل المنظمة بعد شهور من الزيارة.

ومادام أن الهدف هو القضاء على الدولة فإن البديل الوحيد المتاح لبوتين هو الدفاع عن البلاد بكل الوسائل الممكنة ولو لزم الأمر استخدام السلاح النووى لتحقيق ذلك.

يبقى سؤال حول نوع السلاح المتوقع استخدامه ومكان الضربة، وأعتقد أن سلاحا تكتيكيا صغيرا سيفى بالغرض وسيوجه الرسالة المناسبة للأعداء إذا ما تم استخدامه ضد تجمع عسكرى أوكرانى كبير بالقرب من الحدود البولندية.

abdallahsameh@hotmail.com