تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

شد الحزام على وسطك

ذكرى ميلاد سيد درويش تحل علينا خلال أسابيع قليلة، وهذا العبقرى لم يكن فقط ملحنا فذا ومطربا عبقريا، بل كان أيضا مصلحا اجتماعيا وزعيما وطنيا، وهذه التوليفة غير المعتادة جعلت منه أسطورة تعيش بيننا حتى الآن.

سيد درويش لحن أغانى العشق والهيام، ولكنه على خلاف معاصريه غنى أيضا لفئات الشعب المختلفة .. الموظفين وسائقى الحنطور وعمال المقاهى والشيالين وغيرهم، وتضمنت أغانيه نصائح اجتماعية مهمة.

 

أغنية الشيالين فى محطات القطارات تتحدث عن معاناتهم بعد توقف حركة النقل خلال ثورة ١٩١٩ وتقول شد الحزام على وسطك ولكنه لا يكتفى بذلك بل يذكرهم بأن (عمر الشدة ما تطول) و (بكره نعيش زى الأول).

وفى أغنية (بنت اليوم) التى لا تحظى بشهرة واسعة يدعو درويش السيدات والفتيات المصريات للمشاركة فى الحياة السياسية مثل بنات أوروبا لأنهن لسن بأقل منهن وهو ما يعكس فكرا مستنيرا سابقا لعصره.

وفى أغنية السياس (سائقى الحنطور) يدعو المصريين للاتحاد خدمة للوطن على اختلاف معتقداتهم الدينية ( إن كنت صحيح بدك تخدم مصر أم الدنيا وتتقدم، لا تقول نصرانى ولا مسلم ولا يهودى يا شيخ اتعلم، اللى تجمعهم أوطانهم عمر الأديان ما تفرقهم.)

وحين نفى الإنجليز سعد زغلول ومنعوا ذكر اسمه تحايل العبقرى وغنى (يا بلح زغلول) وكان يقصد الزعيم وتقول كلماتها (عليك أنادى فى كل وادى .. يا روح بلادك ليه طال بعادك.. تعا صون بلادك).

درويش لم يكن موسيقيا فقط بل تجاوز ذلك بكثير وهذا سبب بقائه على الساحة لأكثر من قرن بعد رحيله.

abdallahsameh@hotmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية