تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
سقوط الأندلس وسقوط أوروبا
فتح المسلمون الأندلس عام 711 ميلاديا وتوغلوا فى شبه الجزيرة الأيبيرية (إسبانيا والبرتغال حاليا) ثم عبروا الحدود لغزو فرنسا وصولا لتخوم باريس قبل أن ينسحبوا ليستقروا فى بلاد الأندلس لمدة 8 قرون.
خلال فترة التوسع العسكرى الإسلامى والتى استمرت لنصف قرن تقريبا فشل نبلاء إسبانيا فى التصدى لهم رغم محاولاتهم العديدة التى انتهت جميعها بالفشل حتى ظهر أحد الحكماء لينصحهم بالتوقف عن مواجهة المسلمين حتى ينتهوا من حملاتهم العسكرية وينتقلوا لمرحلة الاستقرار وبناء الدولة.
وبالفعل بدأ المسلمون فى الاستقرار وشرعوا فى بناء المدن والقصور واهتموا بمباهج الدنيا من جوار وموسيقى وبذخ فى الإنفاق وانشغلوا بتوافه الأمور فكانت النتيجة فقدانهم بلاد الأندلس قطعة وراء أخرى حتى غادروها تماما فى عام 1495 ميلاديا.
المشهد ذاته يتكرر حاليا فى أوروبا التى لم تعرف حروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية واقتصرت حياة الأوروبيين على بناء مجتمعات الرفاهة والاهتمام بمستويات مرتفعة من المعيشة والتعليم والرعاية الصحية وقضاء العطلات الصيفية فى أرقى الأماكن عالميا ونسوا أن استقرار الدول يحتاج أحيانا لبعض التضحيات.
ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية ليكتشف الأوروبيون أنهم مطالبون بخفض مستوى معيشتهم بسبب نقص إمدادات الغاز وارتفاع الأسعار، بل إنهم مطالبون بالدفاع عن بلادهم فى وجه عدو محتمل توغل بقواته داخل أراضى أوكرانيا.
النتيجة أن الأوروبيين الذين لم يعرفوا إلا ثقافة السلام والاستقرار خسروا المعركة مع روسيا مبكرا لأنهم غير معتادين على هذا النوع من التحديات، وهناك حكومات سقطت لعدم قدرتها على التعامل مع الوضع الجديد.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية