مولدوفا دولة أوروبية صغيرة المساحة تقع بين رومانيا وأوكرانيا وكانت جزءا من الاتحاد السوفيتى سابقا. يقع فى غربها نهر (دينستر) ويفصل جزءا من الدولة مساحته 4163 كيلومترا مربعا يسمى (ترانسنيستريا) وتعنى الأرض التى تقع ما بعد نهر دينستر.

ترانسنيستريا تستضيف حاليا 2000 من الجنود الروس يعملون كقوة لحفظ السلام بعد انهيار الاتحاد السوفيتى ونشوب حرب بين الإقليم وقوات مولدوفا والتى انتهت بوقف إطلاق النار ونشر القوات الروسية لضمان الأمن.

جغرافيا تفصل مدينة أوديسا الأوكرانية الإقليم عن المناطق الأوكرانية التى تسيطر عليها روسيا حاليا ويرى المراقبون أن استيلاء الروس على المدينة المطلة على البحر الأسود يفتح الطريق لتواصل برى مع الإقليم وهو ما قد يشجع الانفصاليين لطلب الانضمام إلى روسيا وهو مطلب قديم.

دستور مولدوفا يقر بحيادها ولكن هذا لا يكفى للحد من المخاطر المحتملة فى ظل المواجهة الروسية الأوكرانية الحالية والتى تحمل أبعادا جيوسياسية قد تؤثر على وحدة أراضى الدولة ولن يستطيع جيشها البالغ قوامه 6500 جندى التصدى لمخططات الانفصال إذا ما دعمتها موسكو.

الغرب كالمعتاد يتحدث عن ضرورة تسليح مولدوفا وفقا لمعايير حلف الأطلنطى ولكن ما تم بالفعل على أرض الواقع لا يتجاوز 9 ملايين يورو لتأمين شبكات الإنترنت و40 مليونا من المعدات العسكرية (غير القاتلة) وربما يقصدون أجهزة اتصال ورادارات وأجهزة رؤية ليلية وخلافه.

أوروبا تشعر بالتوتر والاضطراب بسبب الحرب فى أوكرانيا التى نراها نقطة تحول ستحدد مستقبل القارة العجوز لعقود قادمة.

abdallahsameh@hotmail.com