فى عواصم العالم الكبرى هناك دائما منطقة رئيسية تشكل مركزالمدينة ومعقلا للأنشطة الحيوية ومنها ميادين التحرير فى القاهرة والسلام السماوى فى بكين والساحة الحمراء فى موسكو ومنطقة (المول) فى واشنطن.

وإذا تصورنا أن للعالم أيضا (ميدانا) رئيسيا مهمما فمن المؤكد أنه مصر خاصة منطقة قناة السويس التى تشكل محورا استراتيجيا لمرور نسبة كبيرة من التجارة العالمية وممرا للملاحة لا غنى عنه بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.

وهذه الحقيقة أدركتها مصر منذ سنوات وقررت إنشاء منطقة اقتصادية عملاقة هناك لجذب الاستثمارات الأجنبية وإقامة مشروعات متعددة فى مجالات الصناعة والتجارة والخدمات على ضفتى القناة للاستفادة من هذا الموقع الفريد فى العالم.

وفى هذا الإطار وقعت مصر منذ أيام اتفاقية مع شركة صينية لإقامة أكبر مجمع صناعى متكامل للغزل والنسيج والملابس الجاهزة على مساحة 300 ألف متر بمنطقة القنطرة غرب الصناعية باستثمارات 100 مليون دولار.

المشروع الضخم يوفر 6 آلاف فرصة عمل مباشرة ويهدف لتصدير 90% من إنتاجه من الملابس الرياضية الراقية إلى الأسواق العالمية بينما يخصص 10% فقط للسوق المحلية.

وأهمية هذا المشروع لا تقتصر فقط على حجم المصنع وفرص العمل التى يوفرها ولكن كونه مؤشرا على استعداد الشركات الصينية للانتقال لمصر لتكون قاعدة تنطلق منها لغزو دول العالم بمنتجاتها ذات الجودة العالية والسعر المنخفض.

وربما تكون أجور العمالة المصرية المنخفضة سببا وكذلك القرب من الأسواق ولكن السبب الأهم لتلك الشركات هو الخروج من دائرة الحرب التجارية بين بكين وواشنطن خاصة الرسوم الجمركية المرتفعة.