تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > سامح عبد الله > الذكاء يهدد الصحافة المصرية

الذكاء يهدد الصحافة المصرية

الصحافة المصرية تواجه تحديات عديدة، بعضها مهنى وبعضها اقتصادى وإدارى، ولكن مؤخرا أضيف لها تحد جديد هو تطبيقات الذكاء الاصطناعى المثيرة للكثيرين والمرعبة لغيرهم ومنهم كاتب هذه السطور. وتطبيقات الذكاء الاصطناعى مفيدة فى مجالات عديدة من بينها تطبيقات التعرف على الأشخاص والتى تهتم بها الأجهزة الأمنية وتربطها بكاميرات المراقبة لمتابعة المجرمين والمطلوبين للعدالة، ومنها تطبيقات أخرى فى مجالات الصناعة والزراعة والطب وخلافه. وحين يتعلق الأمر بصناعة الإعلام فهناك أيضا تطبيقات مفيدة للتأكد من صحة المعلومات أو التأكد من حقيقة الصور والفيديوهات ومدى ارتباطها بحدث معين فى مكان وزمان محددين، ولكن هناك تطبيقات مخيفة يمكن استخدامها لأغراض شريرة. تلك التطبيقات قادرة مثلا على إنتاج فيديو لأى شخص وبصوته وتجعله يدلى بتصريحات لم يقلها، ولا يستطيع اكتشاف الأمر إلا خبير فى هذا المجال. أما أخطر ما يهدد صناعة الصحافة من تطبيقات الذكاء الاصطناعى فهو إنتاج موضوعات صحفية فى كل المجالات مستعينة بقواعد البيانات المتاحة على الإنترنت دون تدخل من الصحفي، وهذا أمر جلل لأن المعلومات المتاحة فى بعض الموضوعات قد تكون موجهة لخدمة جهات محددة وتضر بمصالح دول بعينها. يضاف إلى ذلك قضية مهنية فى غاية الخطورة وهى أن اعتماد الصحفى على تلك التطبيقات سيؤدى دائما إلى إعادة نشر معلومات قديمة متاحة بالفعل على الإنترنت، بينما وظيفة الصحفى الأساسية هى الحصول على معلومات جديدة من مصادر حية وليست أرشيفية وتقديمها للمتابعين. الحل الوحيد هو تطوير القدرات المهنية للإعلاميين وترشيد التعامل مع تلك التقليعة المدمرة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية