ظهرت للوجود فى عام 2023، ولكن حظى العثر حال دون متابعتى لها بانتظام إلا منذ أسابيع قليلة لأكتشف أنها أهم وأفضل وثائقية عربية دون منازع ولتصبح على جدول مشاهداتى كل ليلة بعد رحلة التنقل المعتادة بين القنوات الإخبارية المختلفة. اسمها (الوثائقية) وهى قناة فضائية مصرية تعرض أفلاما وثائقية طوال ساعات الليل والنهار، منها ما هو أجنبى، ومنها ما يتم إنتاجها بواسطة فريق العمل فى القناة. واللافت للنظر هو التنوع فى المضمون والرقى فى اختيار الموضوعات والاحترافية فى التنفيذ.

ما دفعنى للكتابة عنها اليوم، داعيا كل من يقرأ هذه الزاوية لمتابعتها والاستفادة مما تقدمه من مضمون محترم، هو فيلم عن الفنون الشعبية فى المغرب تم إنتاجه بمهنية شديدة خاصة حركة الكاميرات وزوايا التصوير والاستغلال الأمثل لألوان الملابس وزخارف أماكن التصوير، لأكتشف فى النهاية أنه من إنتاج القناة. وجود قناة وثائقية مصرية أمر طبيعى، لأن مصر بتاريخها وثقافتها تكفى لإنتاج آلاف الوثائقيات التى تروى قصصا لا مثيل لها فى عالمنا العربي. ولا أتحدث فقط عن مصر الفرعونية، بل أيضا ما حدث خلال الألف عام الماضية منذ قدوم الفاطميين وإنشاء القاهرة، مرورا بصلاح الدين وقطز والمماليك والعثمانيين والحملة الفرنسية ثم محمد على وحروبه المهمة، ثم عرابى والإنجليز وسعد زغلول، وصولا لثورة يوليو والعصر الحالي. لدينا قصص ممتعة لمئات الفنانين والأدباء والعلماء والسياسيين والرياضيين والشوارع والمنشآت التى تستحق أفلاما تقدم للأجيال الجديدة ليفخروا ببلادهم وأظن أننا على هذا الطريق. شكرا للقائمين على الوثائقية وشكرا للشركة المتحدة.