الاحتفاء بتوت عنخ آمون لم يبدأ مع افتتاح المتحف الكبير وعرض مجموعته الأثرية كاملة لأول مرة فى التاريخ، بل بدأ مبكرا جدا وفور إعلان الكشف عن المقبرة عام 1922، بينما كانت مصر تنتفض فى وجه الاحتلال وتطالب بالاستقلال.

ومن مظاهر هذا الاحتفاء القديم أغنية منيرة المهدية (إحنا أبونا توت عنخ آمون) من تأليف يونس القاضى وتلحين القصبجى (متاحة على الإنترنت) وتقول كلماتها الطريفة التى لا تخلو من إسقاطات سياسية:
«ما يجبش زيى إن لف الكون
 إحنا أبونا توت عنخ آمون
 اسأل من التاريخ ينبيك
عن مجدنا وبعدين أماشيك
إنت تقول للناس حكاويك:
إحنا أبونا توت عنخ آمون
ظهرت غرايب فى الآثار
خلت جميع الناس تحتار
ووصفى كم حير أفكار
واحنا أبونا توت عنخ آمون
وعمر قلبى الخالى يرتاح
إلا إن عادت ليلة الأفراح
واعمل سياسة السلم سلاح
واحنا أبونا توت عنخ آمون
بإيه تزيد انت عليا:وبلادى مهد الحرية
ومصر أم المدنية
واحنا أبونا توت عنخ آمون

والكلمات كما رأيت، لا تقتصر فقط على الفخر بالاكتشاف الأثرى الكبير بل تحمل رسائل ضمنية للإنجليز بالجلاء عن مصر، ويبدو ذلك واضحا حين تقول (وعمر قلبى الخالى يرتاح إلا إن عادت ليلة الأفراح) ثم توضح ما تقصد فتقول (وأعمل سياسة السلم سلاح)

وهى دعوة صريحة لرفع السلاح فى وجه المحتل والتخلى عن المساعى السلمية.

المصدر كتاب (الغناء المصرى مطربون ومستمعون) للصحفى الكبير الراحل كمال النجمى.