تحل غدًا الذكرى الثامنة لافتتاح قناة السويس الجديدة يوم اتجهت أنظار العالم فى السادس من أغسطس ٢٠١٥ إلى مصر ومشروعها الذى كان حلما وأصبح حقيقة بسواعد المصريين خلال عام واحد فقط بقناة جديدة موازية للقناة القديمة، نفذها وحفرها الشجعان أحفاد الأبطال لتحقيق أكبر نسبة من الازدواجية لتسيير السفن فى الاتجاهين دون توقف، وتقليل زمن عبورها مما ضاعف من قدرتها الاستيعابية لمرور السفن فى ظل النمو المتزايد لحجم التجارة العالمية، حينها أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أن هيئة قناة السويس ستحظى بحقوق ملكية وتشغيل المشروع وحق تلقى التمويل من المواطنين المصريين عن طريق البنوك المحلية، وخلال ثمانية أيام فقط قال الشعب البطل كلمته بتمويل ٦٤مليار جنيه وتم حفر القناة الجديدة بمشاركة أكثر من ٤٣ ألف عامل مما أثمر عن تطوير واحد من أضخم المشاريع الوطنية للقرن الحادى والعشرين، فهى شريان رئيسى لحركة التجارة العالمية حيث يعبر من خلالها ٨٫٣٪ من إجمالى حركة التجارة العالمية، وما يقرب من ٢٥٪ من إجمالى حركة البضائع عالمياً، و١٠٠٪ من إجمالى تجارة الحاويات المنقولة بحراً بين آسيا وأوروبــا، فضلاً عن كونها إحدى أهم حلقات سلاسل الإمداد العالمية. وبين الحاضر والمستقبل نتذكر ونذكر أبناءنا وبناتنا بتاريخ وملحمة حفر القناة حينما ظهرت أيضا عبقرية الشعب المصرى حيث قام بحفرها نحو مليون مواطن من مجموع تعداد ٤٫٥ مليون نسمة أى ربع عدد الشعب، استمر الحفر عشر سنوات، توفى خلالها ١٢٠ ألفا نتيجة قلة مياه الشرب وأعمال السخرة وافتتحت عام ١٨٦٩ فى حفل أسطورى حضره ملوك وأمراء الدول وتأميمها عام ١٩٥٦.