اختيار وزارة الثقافة فاطمة المعدول كاتبة الأطفال شخصية العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب، يحمل دلالات على اهتمام الدولة بتعزيز ثقافة الطفل ودورها في بناء جيل واع قادر على المشاركة في مستقبل أفضل. والمعدول كرست حياتها لأدب الطفل من خلال كتبها ومسرحياتها، التي حملت رسائل تربوية وتعليمية مهمة، عرفتها فى مقتبل سن الشباب الاولى بحكم الصداقة التى كانت تربط والدي بها وبزوجها الراحل المبدع لينين الرملي، كنت أشاهدها وسط مجموعة كبيرة من اصدقاء أسرتى وتجذبني ابتسامتها الدائمة المشعة وكلامها الراقي وخفة ظلها وحديثها المتفائل. لم اكن اعلم انها تكتب للأطفال فهى لا تقدم نفسها إلا انها زوجة لينين الرملى، إلى أن علمت فيما بعد قدر هذه السيدة العظيمة التى توارت خلف شريكها لتدفعه للأمام وهى فى الحقيقة كاتبة مبدعة، أحبت الطفل وأخلصت لأدبه ومسرحه، كتبت اكثر من 60 كتابا ومسرحية واخرجت أعمالا مسرحية وسينمائية قصيرة واشرفت على ورش عمل ودورات تدريبية للعاملين فى أدب الطفل، وأول من اهتمت بذوى القدرات الخاصة وكانت هى صاحبة التجربة الأولى من نوعها معهم بمصر، وحين ترأست قصر ثقافة جاردن سيتي أخرجت أجيالا من المبدعين، كما كانت رئيسة المركز القومى لثقافة الطفل، حصلت على العديد من الجوائز من بينها افضل كاتبة فى ادب الطفل وجائزة مهرجان القاهرة الدولي لسينما الاطفال عن سيناريو فيلم «أولاد القمر» وجائزة اليونسكو للتسامح عن كتاب «خطوط ودوائر». أتمنى ان يعقب هذا الاختيار من قبل الدولة عودة تسليط الضوء على أدب وثقافة وفنون الطفل مع التعليم والمدرسة والإعلام لتطوير فكر الطفل وتنمية خياله، وهو ما تربي عليه جيلنا والأجيال التى سبقتنا.