تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

التباهى بالشر!

فى زمن أصبحت فيه الشهرة على بُعد ضغطة زر نرى البعض يتفاخر بسلوكيات لا تمت للأخلاق بصلة، ومواقع التواصل الاجتماعى تحولت إلى مسرح لعرض البلطجة والعنف، وكأن القسوة أصبحت وسامًا والشر مصدر فخر! نشاهد من ينشر فيديوهات وهو يتحدث بعنف أو يكتب بوست يستعرض قوته ثم ينهال عليه المتابعون بالتصفيق وكأنه بطل! والأدهى أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر بين النساء، وبدلًا من أن تكون المرأة رمزًا للرقة والحياء وتتباهى بأخلاقها أصبح بعضهن يتفاخرن بالحدة ويرين فى البلطجة قوةً واستقلالًا! وينسى هؤلاء ما قاله الله تعالي: «ولا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَالسَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».. ها هو القرآن يدعونا إلى رد السيئة بالحسنة وإلى التراحم لا الانتقام، فكيف أصبحنا نُمجد السوء ونتغافل عن مكارم الأخلاق؟

المختصون فى الطب النفسى يرون أن هذا النوع من السلوكيات غالبًا ما يخفى ضعفًا داخليًا أو جروحًا نفسية، فالتفاخر بالشر نوع من الدفاع الزائف عن النفس ومحاولة لتعويض نقص فى الثقة أو شعور بالعجز، والبعض يستخدم هذه السلوكيات كوسيلة لجذب الانتباه معتقدًا أن الشر هو الطريق الأسرع إلى الشهرة، والنتيجة مجتمعات مشحونة بالغضب وعلاقات مفككة وأجيال تظن أن الاحترام لا أهمية له.

والحل يبدأ من كل فرد يقرر أن يتمسك بالأخلاق، ويكون قدوة فى التعامل، ويزرع فى أبنائه قيم التسامح والرحمة والاحترام، وأن نُعيد تعريف القوة بأنها ليست رفع الصوت أو البطش بل التحكم فى النفس والسمو فوق الإساءة، ولنكن دعاة خير فى زمن صاخب ولنُظهر أن حسن الخلق لا يزال أجمل وأن الاحترام لا يزال يليق بنا رجالاً ونساءً.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية