تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مدينة السينما فى سيوة

تأخر كثيرًا قرار تسهيل تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر مضت سنوات طوال كانت الرقابة والروتين وتعقيدات الموظفين تعيق التصوير تصوير  الأفلام يتطلب مرونة وتسهيلات لم تتوافر من قبل صدر مؤخرا قرار مجلس الوزراء بإنشاء مدينة للسينما، القرار يتضمن تسهيلات فى الحصول على الموافقات. 

خسرت مصر كثيرا من قوتها الناعمة بسبب التعقيدات السابقة خسرت خبرة أجنبية كان يمكن أن تضاف إلى نجومنا من الممثلين، الذين يمكن الاستعانة بهم فى تصوير الأفلام، أو كوادرنا من المخرجين والمساعدين.

خسرت أعمالا كبيرة تم تصويرها فى دول أخرى، خسرت فرصة أن تظهر فى فيلم عالمى كخلفية طبيعية أصيلة وهناك الخسارة الاقتصادية، فتصوير فيلم أجنبى يعنى إنفاق مئات الآلاف لاستئجار مواقع تصوير، خدمات لوجيستية، عمالة محلية، فندقة، تنقلات، وإنفاق فى السوق المحلية. 

خسرت قوتنا الناعمة ظهور هوية مصر الحضارية بتاريخها الفرعونى والوسيط، وفرصة أن تُروى على الشاشات العالمية إن السينما أحد أهم عناصر القوة الناعمة، وبفقد مصر تلك الفرص، نقصت قدرتها على التأثير فى الصورة التى يراها العالم عنها.

لكن الإغراء الأكبر، وربما الفخ الأكبر، بناء المدينة السينمائية بجوار الأهرامات، الصورة تبدو مدهشة، لكن الاقتراب منها يتطلب تعاملاً خاصا؛ فالأهرامات، رغم جبروتها الحجرى، كائنات شديدة الحساسية، لا تتحمل أضواء تسلط عليها ليل نهار، ولا زحامًا يضغط على تربتها القديمة، ولا تمديدات مياه وصرف قد تتسرب فى لحظة وتخنق تاريخًا عمره آلاف السنين. بخلاف الزحام المرورى بعد بناء المتحف الكبير ومد خط مترو الأنفاق.

إن مدينة إنتاج سينمائى كيان ضخم يحتاج لمساحات تتسع لمدن صناعية مصغرة، لاستوديوهات، لمخازن ديكور، لطرقات ومسارح، لفنادق ومناطق معيشة ومكاتب خدمات والأهرامات ليست المكان الذى تضاف إليه مدينة سينمائية.

إن الصحراء الغربية بديل مناسب لهذا الدور مساحات شاسعة عند منخفض القطارة أو فى واحة سيوة فى هذه المناطق يمكن أن تقام مدينة حقيقية تفتح الطرق وتزرع الحياة، بهذا يتحول المشروع من مدينة سينمائية إلى مدينة للمستقبل.

إن الصحراء تسع الحلم والأهرامات تكفيها عظمتها وبين هذا وذاك، تستطيع مصر أن تبنى مستقبلًا سينمائيًا عالميًا، دون أن تجرح جسد الماضى أو تغامر بإرث لا يتكرر .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية