تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
محمود كربل
تظل البدايات عالقة فى الذاكرة متشبثة بتفاصيلها مهما مر عليها من سنين. فى بدايات الثمانينيات شرفت ببدء العمل بجريدة الأخبار وكانت الصحافة فى ذلك الوقت ذات مكانة وتأثير كبيرين. عملت بقسم التحقيقات الصحفية وكان لابد لإعداد أى تحقيق أن تكون الخطوة الأولى من أرشيف المعلومات.
كان فى الأرشيف مجموعة من الزملاء الذين يتمتعون بخلق رفيع، منهم رئيسة القسم ماما سميحة والأساتذة: فوزية ومحمود سعد الدين ورأفت وعم جمال وكان من الشباب عادل مصطفى ومحمود كربل وآخرون أعتذر لأنى لا أتذكرهم جميعا.
منذ أيام مات كربل. ترك وراءه طفلين عمرهما بضع سنوات. كان كربل من نفس جيلى ويفضل العمل فى الفترة المسائية، لذلك كان يلتقى بزملاء كثيرين يفضلون الذهاب إلى الأرشيف مساء حتى يكون الجو هادئا والعمل رائقا، خاصة أن محمود كان يترك الراديو مفتوحا يبث الأغانى فيضفى جوا من الاندماج فى العمل.
عرفت محمود وكان من الشخصيات التى تترك انطباعا يدوم وله جاذبية شخصية تجعل أى شخص يحب التواصل معه، بجانب أنه يقدم خدماته للجميع فصار له أصدقاء ومريدون كثيرون وصار ذا شعبية لو استغلها لجرى انتخابه فى إحدى الهيئات التمثيلية داخل المؤسسة. كما كان لديه موهبة صحفية استغلها فى الكتابة فى مجال الفن وصار له اسم فى ذلك المجال، ومن سوء حظه أنه لم يكن له أن يلتحق بعضوية نقابة الصحفيين.
الكتابة عن محمود كربل كتابة عن الإنسان الفرد، عن البشر الذين نلتقيهم يوميا ونتعامل معهم ونتبادل سويا ترك الانطباعات، فتتراكم ذكرياتنا معا وبعدما تمر السنوات يذكر كل منا الآخر إذا ما التقينا بمواقف حدثت وتركت بصماتها علينا.
كنا فى تلك الفترة، مرحلة الشباب والبدايات داخل المؤسسة مشحونين بالطاقة وبالأمل والتفاؤل، فى انتظار المستقبل الأفضل، لا نحسب حسابا لعثرات الأيام ومؤامرات رفاق الطريق، لا نحسب لغدر الزمان، مقبلين على الحياة بكل طاقاتنا وكأننا قادرون على تحطيم الصخور لكى نعبد الطريق ونشيد البنيان.
رحم الله محمود كربل الصديق البسيط الذى عاش على هامش الحياة ومات تاركا لنا مفاجأة الرحيل ولوعة الفراق.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية