هل للحياة كتالوج أو دليل عمل؟ يعتقد البعض أن استقرار شكل معين من أشكال حياة الإنسان بمثابة دليل أو كتالوج ثابت للحياة يجب الالتزام به والتعامل معه باحترام وتطبيقه مهما يكن.

مثلا تعودنا السير بسياراتنا على الجانب اليمين من الشارع ونجد فيما يخالف ذلك أمراً غير مألوف، بينما فى بلاد الإنجليز يسيرون على الجانب الأيسر من الشارع ولم تحدث كارثة.

ولأن الإنجليز اخترعوا السكة الحديد فالقطارات أيضاً تسير على الجانب الأيسر ولم ينْهَر العالم. هذا مثال بسيط لكنه يوضح ما أقصده. لا كتالوج للحياة والإنسان هو الذى شكًل الحياة على الأرض.

الإنسان اخترع العجلة وبناء عليها اخترع السيارة أو المركبات بشكل عام ولو لم يكن أحدهم فكر فى العجلة لتسهيل نقل الناس والأشياء لاختلف شكل حياتنا.

الإنسان اخترع المبانى متعددة الطوابق بعدما ضاقت به المساحات وقبلها اخترع المصعد الذى ينقلنا إلى الأدوار العليا ومضخات المياه التى تصل بالماء إلى أعلى الطوابق.

اخترع الحرب والأسلحة وأدوات القتل له وللحيوانات وبالتالى هو أشر الكائنات لأنه يقتل لطمعه وحبه للسيطرة.

الإنسان اخترع الزواج وقنن أشكاله التى تختلف تقاليده من مجتمع لآخر لكنه موجود فى كل المجتمعات.

الإنسان اخترع الرياضة، كرة القدم وشقيقاتها وبنى الملاعب. اخترع الكلام، والكلام اختراع وليس اكتشافاً لأنه يختلف من فرد لآخر حسب الموقع الجغرافى، فكل مجموعة من البشر وجدوا فى مكان ما اخترعوا لأنفسهم طريقة للتخاطب وهى الكلام. 

وجدت الحياة خاماً على وجه الأرض ولما عاش فيها الإنسان شًكلها كما فكر فيها، وعلينا ألا نتقبل ما هو موجود على أنه منزل من السماء وأنه مسلمات، لأنه لا كتالوج للحياة.