تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

صديقنا .. فايز فرح

هو صديقنا ولم أقل صديقي، لأن فايز فرح  -بدون ألقاب- صديق الجميع، أحبه الجميع وبادلهم حبا بحب. صدمنى خبر وفاته منذ أيام بعدما تعافى من آثار المرض اللعين. لم أعلم إلا بعد مرور وقت ولم أتمكن من حضور الجنازة. لا ترد سيرة فايز فرح مع أى شخص إلا وأكتشف أنه أيضا صديقا له. رغم تواضعه الجم، كان دائرة علاقات متسعة ومتشعبة فى كل المجالات. كان عضوا بنقابة الصحفيين وإذاعيا صميما فجمع بين الإعلام المسموع والصحافة المكتوبة وألف العديد من الكتب فى مجالات متنوعة واهتم خلالها بالتعبير عن الإرادة القوية للإنسان.
ترددت عليه فى منزله المتواضع فى شارع مصر والسودان بحدائق القبة حيث فضل البقاء بين الناس فى حى من أحياء الطبقة المتوسطة. كانت له طقوس عريقة نعجب كأصدقاء من قدرته وقدرة زوجته الفاضلة الزميلة منى الملاخ الكاتبة الصحفية بدار الهلال على التمسك بها والالتزام باتباعها. فى المناسبات كان يجمعنا فى سهرة حافلة وفى المناسبات لا يفوته التهانى والمجاملات. 
تعد مكتبته الخاصة من أرقى المكتبات التى شاهدتها. كنت أستمتع بالاطلاع على ما فيها. كان عاشقا لسقراط وفى سفرياته الكثيرة كان يجلب الهدايا الشخصية التى تعبر عن الدولة التى كان يزورها، فكان تمثال سقراط من اليونان يتصدر المكتبة وكنت أتفق معه فى إعجابه بسقراط العظيم، كما شاركته إعجابه بالفلسفة الرواقية وكانت لديه ذخيرة من أفضل الكتب وأندرها عن الرواقية تفضل وأعارنى بعضها. 
كان له صولات وجولات خلال عمله الإعلامى ومن أرشيفه عرفنا مدى توغله فى علاقات مع نجوم المجتمع ومنهم السيدة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وممثلون مشاهير وأدباء ومفكرون. 
كان الصديق الراحل الذى لطالما اعتززت بصداقته متسامحا مع الجميع، يحب الناس ولا يفرق فى مشاعره بينهم، كلهم لديه أخوة وأحباء.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية