تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

نادرا ما يمنعنى أمر عن مشوار الأحد الذى صار بالنسبة لى موعدا مقدسا لا أخلفه. فى يوم الأحد من كل أسبوع أسير قليلا حتى منطقة ميدان الإسعاف بوسط القاهرة قرب مقر «أخبار اليوم». هناك يفترش باعة الكتب المستعملة أو القديمة أو المقروءة من قبل وباعها أصحابها رصيف الشارع فى سوق أسبوعية تجمع أصحاب الثقافة والقراءة ومدمنى الكتب فى جولات ممتعة عبر الرصيف المحدود المساحة. 

ينتهز باعة الكتب فرصة إغلاق محلات قطع الغيار بالشارع يوم الأحد فيبيعون الكتب الواردة من شتى الأماكن - بعدما اشتروها من أصحابها الأصليين أو من تجار آخرين فى إطار سوق كبيرة لا يعلم عنها الناس الكثير. تأتى الكتب معبأة فى أجولة متينة يقوم البائع بتفريغها فيتهافت عليها تجار أو أفراد من القراء ويقوم التاجر البائع بتسعير كل كتاب على حدة وقتيا بمجرد النظر إلى غلافه. 

خبرة بائعى الكتب تتراكم على مدى سنوات طوال ومعاملة يومية يكتسب خلالها البائع القدرة على تسعير الكتاب بعد تقويم قيمته ومدى توقع إقبال القراء أو المشترين عليه. ومن خلال التعامل اليومى أو الأسبوعى فى الشارع صار للمكان زبائن معروفون وهم الذين يترددون دوريا على المكان وصارت لهم علاقات مع الباعة بحكم البيع والشراء أو بحكم تقدير البائع للمشترى بعد الاقتراب منه والتعرف عليه وفى هذه الحالة تصير علاقة صداقة بين الطرفين ولا يختلفان بسبب ثمن كتاب ما - بل يحتجز البائع كتابا مهمًا إذا طلب منه مشتر صديق أن يفعل ذلك - وقد يبحث البائع عن كتب معينة لمشترين كخدمة لهم وفى كل الأحوال لا يختلف البائع والمشترى بسبب السعر. 

هى كتب ملقاة على قارعة الطريق لكنها هى أيضا الثقافة ومتعة القراءة وزاد المعرفة التى ترقى بالعقول والقلوب. هناك أجد راحتى وأتمنى ألا تنتهى جولتى سريعا وأتمنى أن أشترى المزيد والمزيد فلكل كتاب متعة قراءته ولكل مجال معرفى تأثيره على القارئ. 

إنها رحلة من أمتع وأجمل الرحلات.. رحلة يوم الأحد.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية