تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

حر .. من لا يخاف ولا يأمل

حر.. أو محظوظ من لا يخاف ولا يأمل، هذا لب الفلسفة الرواقية، وما أحوجنا الآن إلى هذه الفلسفة اليونانية الرومانية التى شُغلت بالإنسان وعلاقته مع الطبيعة أو الحياة وفق الطبيعة. فلسفة أسس لها زينون الفينيقى وإيبكتيتوس وسينيكا وأوريليوس فى فترة ربطت بين فترتى ما قبل الميلاد وما بعده، وكان أوريليوس إمبراطورا رومانيا وفى نفس الوقت فيلسوفا رواقيا من أعلام تلك الرواقية. جسدت الرواقية القانون الطبيعى الإلهى والعدالة الكونية التى جاءت استجابة أخلاقية للفرد اليائس والمغترب بعد طغيان القوى الكبرى على الكيانات الصغيرة والضغط عليها وفى مقدمتها الفرد. 

ربطت الرواقية بين الإنسان والطبيعة، ما يعنى الانسجام بين الطرفين، أى بين الإنسان والبيئة التى يعيش فيها، وقد نرى الآن حولنا التغير المناخى والكوارث البيئية التى من صنع الإنسان وهو ما حذرت منه الرواقية، لأن الإنسان بهذا السلوك يدمر نفسه ويدمر الحياة. 

قسمت الرواقية الأشياء فى الحياة الدنيا إلى ثلاثة: أشياء مهمة وضرورية وأشياء غير مهمة وغير ضرورية فهى شر وأشياء وسط، لا هى خير ولا شر، ويطلق على الأخيرة أشياء غير فارقة. من الأشياء المهمة والضرورية الفضيلة والشرف ومن الأشياء غير الفارقة الموت والصحة، أما الانتصارات فى الحروب وكسب المال فهى من الأشياء غير المهمة أو الضرورية.

تسعى الرواقية إلى تحرير الإنسان من الخوف والتعلق بالأمل تجاه مكسب ما فى الحياة، وهى تدعو الإنسان إلى عدم تعليق سعادته على الآخرين أو آرائهم فيه، فذلك نوع من الاسترقاق الطوعى ومصادرة للحياة والنفى خارج الذات. فلا يجب على الإنسان أن يكون دمية تحركها خيوط الرغبة، وعليه أن يدرك أن قدره محتوم فلا يجوز له أن يقاوم وإلا فهذا القدَر سيجبره بما يجب أن يسير عليه. 

إن الفكر الرواقى فن للعيش، فكر يهدف إلى التَّحكم فى الانفعالات والأهواء، حتَّى يُخضِعها المرء لإرادته، فيصير مريدًا لحياته عارفًا كيف يموت .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية