تلقيت دعوة من الزميل الكاتب الصحفى طارق الطاهر رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة حاليا ومدير متحف نجيب محفوظ ورئيس تحرير أخبار الأدب سابقا للمشاركة فى افتتاح معرض صور لأم كلثوم بمناسبة الذكرى الخمسين على وفاتها. سعدت خلال الافتتاح بوجود الزملاء د.أسامة السعيد وجمال حسين وعلاء عبد الهادى ود.خالد عزب حيث دارت بين الحضور حوارات ثقافية عن القمتين السامقتين، أم كلثوم ونجيب محفوظ . 

اللافت أن عددا كبيرا من المهتمين بالشأن الثقافى كانوا حاضرين وعرض الطاهر فيلما وثائقيا عن عدد مجلة الثقافة الجديدة الدسم عن أم كلثوم والذى تضمن وثائق وأوراقا غير متداولة من قبل وكان على دراية كاملة بتفاصيلها فعرض علينا هذه التفاصيل فزادنا معرفة بكوكب الشرق، تلك الفتاة الريفية التى خرجت من طين الأرض فى الدقهلية لتصل إلى القمة فى الفن وفى المجتمع ونالت من التكريم ما يفوق أى فنان آخر ورفعت اسم مصر عاليا فى كل أنحاء العالم ومنحها الرئيس جمال عبد الناصر جواز سفر دبلوماسيا وكانت تستقبل فى الدول العربية استقبال الحكام. 
 

لم يترك الطاهر الفرصة وحرص على أن نقوم بجولة فى المتحف الذى يحمل اسم الأديب المصرى الأشهر والذى حقق مكانة عالمية كبيرة بفوزه بجائزة نوبل فى الآداب. جمع الطاهر فى قاعات المتحف كل أعمال محفوظ الروائية وما كتب عنه من دراسات وأعمال نقدية وخصص قاعات للقراءة واستضافة الزوار، كما خصص قاعات للجوائز التى حصل عليها أديب نوبل والأوسمة التى منحت له من جهات مختلفة وبراءة جائزة الدولة التقديرية وقلادة النيل وغير ذلك مما كرمته به دول العالم. 

كنت فى حالة من الفخر بمناسبة الوجود فى حضرة قمتين صنعا مجدهما بالجهد والعرق والمثابرة ووصلا إلى مكانة يصعب الوصول إليها وكانا فخرا لمصر فى الداخل والخارج وصنع كل منهما على حدة قوة ناعمة مؤثرة مضافة لقوة مصر الصلبة والتاريخية. 

كنت منتشيا بما أثارته الزيارة من فخر، لكنى أتمنى أن يكون هناك أم كلثوم جديدة بصورة أخرى، ونجيب محفوظ جديد بشكل آخر، حتى تظل قوة مصر الناعمة تتصدر المنطقة العربية.