فى طريقى إلى الإسكندرية لحضور معرض أخبار اليوم للتعليم المقام بمكتبة الإسكندرية الذى افتتحه الكاتب الصحفى إسلام عفيفى رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ود. عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية ، فضلت السفر بالقطار . السفر عندى يعنى ركوب القطار والاستمتاع بمشاهدة المتغيرات الجغرافية طوال الطريق .. وتطبيقا لنظرية بافلوف الارتباط الشرطى ، صار جزء من الاستمتاع بالقطار صوت العجلات فواصل القضبان والتى تصاحب الركاب طوال الطريق. خلال الرحلة فكرت فى الأشخاص الذين اخترعوا السكك الحديدية ، كيف تخيلوها ثم سعوا لتنفيذ ما تخيلوه.
ثم انتشرت السكك الحديدية فى كل مكان فى الكرة الأرضية لأنها من أرخص وسائل النقل وأسرعها وأكبرها وهى الأفضل اقتصاديا وتعيش عمرا أطول . سرحت كيف أبدع أولئك الناس فى تنظيم خطوط سير القطارات وتنظيم الإشارات، وتدهشنى تحويلات السكك الحديدية المعقدة. تفاصيل كثيرة مرتبطة بالسكة الحديد ومتعة السفر من خلالها وأذكركم أن مصر كانت أولى دول العالم التى أنشئت بها سكك حديدية بعد إنجلترا ومهما كان الهدف من إنشائها فإنها خدمت النقل والاقتصاد المصرى من خلال شبكة كبيرة متفرعة فى الدلتا خاصة. وارتبط القطار بالثقافة وصار جزءا من السياسة والتاريخ والفن. غنى له عبد الوهاب ، يا وابور قوللى رايح على فين ، وغنى فريد الأطرش « يا مجبل يوم وليلة» وصورت السينما بالقطار العديد من الأفلام.
بعد وصولى الإسكندرية وضعت حقيبتى فى الفندق وتوجهت على الفور ومعى زميلى إبراهيم رشاد إلى شارع النبى دانيال القريب من الفندق . وجدت الشارع تغير تماما، صار منظما وأنيقا، تم دهان مبانى الشارع بعد إعادة رونقها ووجدت نظاما جميلا لمحلات بيع الكتب وهو ماكان يهمنى أن أطمئن عليه. صارت المكتبات على شكل موحد ويحميها سور من ناحية الشارع وتم رصف الشارع بقوالب ذات ألوان مريحة، كما تم بناء درجات صاعدة تتماشى مع ارتفاع الشارع من ناحية ميدان محطة مصر.
أحيى كل من فكر وقرر ونفذ ما رأيته فى شارع النبى دانيال، فهذا تفكير راق يستحق التحية والتقدير بعدما تغير شكل الشارع وصار لائقا بكونه مستقراً لمنافذ ثقافية تميز الإسكندرية.