تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

العقاد.. واللعب والضحك

يرى الناس الأديب عباس محمود العقاد فى صورة جادة، متجهم، لم يروه ضاحكا أو مازحا ، حتى فى بعض البرامج التلفزيونية التى ظهر فيها لم يروه مبتسما، رسخت فى الأذهان صورة العقاد العابس ، الذى يكتب فى السياسة وينقد بصرامة ولا مجال لديه للعب أو الضحك . 

هذه الصورة ليست صحيحة بالكامل . فى كتيب خفيف الوزن والدم قليل الصفحات  بعنوان « الشطرنج » كتب العقاد عن اللعب ، تناول اللعب بصورة عامة والشطرنج بشكل خاص. 

يقول: الشطرنج لعب ، لكن البحث فى اللعب جد حقيق بالنظر ، لأنه بحث عن طبائع النفس الإنسانية ومعرفة النفس الإنسانية هى مدار كل معرفة . 
لماذا يلعب الناس ؟ لماذا تختلف الأمم فى ألعابها ؟ ما الفرق بين ألعاب الأمم القوية وألعاب الأمم الضعيفة؟.

 يقول : إن اللعب يأتى من فيض الحيوية ، ولهذا يلعب الأطفال والشباب . ويقال إن الإنسان يلعب لأنه يخفف عن نفسه متاعب الجد ويهون عليه هموم العيش . 
أما عن الفكاهة فيقول العقاد : الفكاهة نعمة من نعم الحياة . لكنها خليقة أن تعدَّ فى النقم إذا هى سوغت ما لا يساغ وأباحت ما لا يباح ، وكتب العقاد ، جحا الضاحك المضحك - فعلى عكس ما يظن الكثيرون ، امتاز العقاد بقدر كبير من الإقبال على الحياة ، وروح الفكاهة المرحة، والدعابة الذكية، التى كثيرا ما كان يشارك فيها، أو يرويها.

والعقاد رغم كونه كاتبا سياسيا وناقدا أدبيا وأديبا ملتزما  ، فإنه كان متشربا بروح ابن البلد، الذى يتمتع بقدر من السخرية ويعرف كيف يستخدمها ولعل ذلك وراء لجوئه إلى الأسلوب الساخر فى بعض مقالاته .

كان يلجأ أحيانا إلى أسلوب السجع كنوع من السخرية، من ذلك عنوان مقاله السياسى فى نقد شِدَّة محمد محمود باشا ، التى عُرفت باسم القبضة الحديدية، كتب العقاد : «يد من حديد فى ذراع من جريد» . وصار عنوان المقال عنوانا لمرحلة تاريخية وسياسية كاملة 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية