تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الزلزال
كان الوقت عصرا فى صالة التحرير بجريدة الأخبار فى الطابق الخامس. نعمل فى إعداد الجريدة للطبعة الأولى، وكان رئيس التحرير - السهران - الأستاذ وجيه أبو ذكرى مدير تحرير الأخبار. العمل يسير بوتيرة معتادة، جدية فى الإنجاز وسرعة فى التنفيذ.
قطعت الستائر المعدنية على نوافذ الصالة وتيرة العمل. صارت تتأرجح بشدة فى حركة غير عادية. نظرت حولى فى الصالة فوجدت كل شىء يتمايل. تبادلت وزميل آخر النظرات وكانت نظرات اتفاق أن نسرع بالفرار بعد أن شعرنا أن الموقف نذير كارثة.
انطلقنا هابطين الدرج، وكان المشهد يجمع بين الشعور بالخطر والسخرية فى نفس الوقت. غالبية الزملاء انطلقوا هابطين فى نفس الوقت وكان من بينهم كبار السن، أحدهم كان الأستاذ عبد الفتاح البارودى الناقد الفنى الكبير مقاما وسنا، وكان منهم الأستاذ أحمد صالح الناقد السينمائى والسيناريست الكبير والذى كان يعانى من إصابة فى ساقه.
كان البارودى وصالح أسرع الجميع فى النزول وتخطى الآخرين. رغم خطورة الحدث فإننا لاحظنا مدى الحرص على ضمان الفرار من الكارثة والتمسك بالحفاظ على الحياة.
عندما وصلنا إلى الشارع وجدنا أن كل الموجودين فى المبنى - تقريبا- سبقونا ويقفون على الجانب الآخر من الشارع خوفا من انهيار مبنى الجريدة.
ما حدث كان زلزال 12 أكتوبر 1992 الذى ضرب مصر بقوة 5.8 ريختر. كان حدثا غريبا لم تشهد مصر مثله منذ عام 1847.
استمر الزلزال لمدة نصف دقيقة لقى خلالها 561 مواطنا حتفهم وأصيب 12 ألفا و392 مواطنا وشُرد حوالى 50 ألفا أصبحوا بلا مأوى وتضررت غالبية منازل شمال مصر - القديمة منها- بتصدعات وبعضها تهدم. كان مدمرا بشكل غير عادى. وبعد الزلزال الرئيسى شهدت مصر عدة توابع له استمرت على مدار الأربعة أيام التالية.
مضى على الزلزال 32 عاما لكن حوادثه ما زالت ماثلة فى الذاكرة، فهو حدث لا يُنسى ونتمنى ألا يتكرر.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية