تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الدبلوماسية الرئاسية قوة ناعمة مؤثرة
تعددت زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى لدول كبيرة ومؤثرة، وخلال الزيارات عقدت اتفاقيات شراكة استراتيجية لتقوية العلاقات مع هذه الدول المهمة. تأتى زيارات الرئيس فى إطار ما يسمى بالدبلوماسية الرئاسية التى يقودها بنفسه على قمة الدبلوماسية المصرية التى تقوم بها وزارة الخارجية ومؤسسات الدولة الأخرى، لكن تتميز الدبلوماسية الرئاسية بقوة تأثيرها وحالية تنفيذها.
والدبلوماسية الرئاسية تعد واحدة من أقوى أدوات القوة الناعمة التى تمتلكها الدول لتعزيز مصالحها الاستراتيجية وترسيخ مكانتها على الساحة الدولية. وهى تتجلى بوضوح فى زيارة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى إلى إسبانيا وغيرها من الدول وتوقيع اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية بينها وبين مصر.
الدبلوماسية الرئاسية تعد أداة استثنائية للقوة الناعمة، فهى تتميز عن غيرها من أدوات الدبلوماسية التقليدية بكونها مباشِرة وعالية التأثير، إذ يكون رأس الدولة هو المحرك الأساسى لها، مما يمنحها وزنًا خاصًا فى المفاوضات والتفاهمات الدولية، كما أنها تتسم بالطابع الشخصى بوجود رئيس الدولة مما يعزز الثقة بين الدول، ويسهل التوصل إلى تفاهمات تتجاوز التعقيدات البيروقراطية.
زيارة الرئيس السيسى لإسبانيا تأتى فى سياق استراتيجية مصرية أوسع لتعزيز حضورها على المستوى الأوروبي، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادى والسياسي. توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة ومدريد ليس مجرد وثيقة تفاهم، بل إعلان عن مرحلة جديدة من التعاون العميق، تترجمها استثمارات متبادلة، ومشاريع تنموية مشتركة، وتنسيق سياسى فى القضايا الإقليمية والدولية.
هذا النوع من الزيارات لم تكن مصر يومًا بعيدة عن استخدامه كقوة ناعمة وأداة رئيسية فى سياستها الخارجية، حيث تمتلك رصيدًا حضاريًا وثقافيًا هائلًا يجعلها لاعبًا مؤثرًا على المستويين الإقليمى والدولي. فإلى جانب الدبلوماسية التقليدية، تعتمد مصر على أدوات أخرى من القوة الناعمة مثل الثقافة، والفنون، والتعليم، والتعاون الإنمائي، لتعزيز حضورها وتأثيرها.
وفى هذا الإطار، تأتى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع إسبانيا لتكمل مسارًا من العلاقات التاريخية بين البلدين، وتفتح الباب أمام مزيد من التفاعل الحضارى والاقتصادي. فإسبانيا، كدولة ذات ثقل أوروبى ومتوسطي، تمثل بوابة لمصر إلى الأسواق الأوروبية، بينما تمثل مصر، بثقلها العربى والإفريقي، شريكًا محوريًا لمدريد فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية