تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الحب الأول.. أخبار اليوم
نقِّل فؤادك حيث شئتَ من الهوى.. ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ
كان أبو تمام مُحقا فيما قاله منذ قرون طويلة. أتحدث عن حبى لأخبار اليوم الذى بدأ فى زمن الصبا منذ خمسين عاما. ربما يكون غريبا أن تقع فى هوى جريدة، وليس شخصا، لكنها أخبار اليوم. عندما عشقتها ووقعت فى غرامها كانت حروفها تنبض بروح الصحافة والثقافة.
الصدفة ألقت فى قلبى هوى أخبار اليوم التى تأسست عام 1944 ونضجت ونحتفل بمرور 80 عاما على وجودها فى حياة مصر. كنت أعيش فى قريتنا «حاجر أبو ليلة» تحت الجبل الشرقى فى سوهاج. كنا نفتقر إلى ما يسمى عناصر الحياة، لا مياه نقية، ولا صرف صحيًا، ولا كهرباء، ولا مواصلات مقبولة، وفى ظل ذلك كان عم وليم صديق جدى يذهب كل يوم سبت إلى مركز ساقلتة ليشترى أدوات النجارة التى يمارسها.
كنت أعطيه ثمن الجورنال -أخبار اليوم العزيزة-. كان الرجل سعيدا بهذه المهمة، فهو يقرأ الجريدة فى رحلة عودته. كنت أعيش مع الجريدة طوال الأسبوع أقرأ كل حرف فيها. كان أستاذنا الكبير مصطفى أمين ينشر قصة «لا» التى خلبت لبى بخيال أحداثها وشخوصها، فكنت أقرؤها أولا وألتذ بكل تفاصيلها ثم أعرِّج على بقية محتويات العزيزة.
مضى على ذلك خمسون عاما وأكثر، وبعد 10 سنوات صرت محررا فى أخبار اليوم وقابلت مصطفى أمين وعملت معه وقابلت عمالقة الصحافة: موسى صبرى وإبراهيم سعدة وغيرهم من الأساتذة الكبار، عشت معهم وتعلمت منهم وأمضيت فى أخبار اليوم ما يزيد على أربعين عاما. رافقت محبوبتى ما يقارب ثلثى عمرها منذ عام 1974 ثم صرت صحفيا فى بلاطها ما يزيد على نصف عمرها منذ 1984.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية