تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

التعامل مع العدو

ليس مثل المتنبى يمكن أن يصف أحوالنا حتى بعد مماته بحوالى الألف عام. قال أبو الطيب: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى.. عدوا له ما من صداقته بد.
وكأن أبا الطيب يقرأ الغيب، فمصر تتعامل مع عدو ما من التعامل معه بد. عدو صعب المراس، صعب الشكيمة وصعب التعامل ويلتذ بأن يضع بلادنا فى خانة الحرج أمام شعبها وأمام أشقائها. بعد ما يقرب من عشرة أشهر من الحرب فى غزة والصمود الأسطورى للأشقاء فى فلسطين، كان هناك صمود أسطورى آخر تعيشه مصر، صمود التعامل مع المستحيل الإسرائيلى بصلفه وغروره وعناده.

تمسكت مصر بحق الأشقاء فى الحياة وفى العيش فى وطنهم ووجهت مصر أسلحتها السياسية والدبلوماسية وأرصدتها لدى دول العالم الكبرى لحماية الأشقاء من الإبادة الصهيونية التى لم تتورع عن ارتكاب أفظع الجرائم فى حق مدنيين عزل منتهكة كل قواعد وقوانين الحرب التى تلتزمها الدول فى صراعاتها وقدمت عليها نزعة الانتقام وسفك الدماء ضد شعب أعزل. 

تحملت مصر فى تعاملها مع إسرائيل ما لا يتصوره عقل لدرجة أن الرئيس السيسى رفض الرد على اتصالات رئيس الحكومة الصهيونية الملطخة يديه بدماء الأطفال والنساء والشيوخ.

تعاملت مصر بأقصى درجات ضبط النفس أمام أغراض صهيونية دنيئة بالقضاء على الشعب الفلسطينى وتهجيره من وطنه إلى سيناء واضعة مصر فى حرج، لكن القيادة المصرية تعاملت مع الأمر بكل الحكمة والصبر والتمسك بمبادئها مع حكومة تسعى لضرب علاقات مصر بأشقائها وبالشعب الفلسطينى البطل الذى تعمل مصر بكل قواها لإنقاذه من الوحشية الصهيونية. 

إن التعامل مع طرف، ليس من التعامل معه بد، أمر صعب للغاية، وكما يقول المثل المصرى الشعبى «إن الحكومة المصرية عصرت على نفسها مليون ليمونة» لكى تواصل التعامل فى مواجهة الأسلوب الصهيونى المستفز، لكنها رسخت مبدأ مهمًا للغاية: مهارة التعامل مع عدو صعب المراس.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية