يمدح الفيلسوف الرياضى الإنجليزى برتراند راسل الكسل, ويرى أنه غاية المراد من رب العباد, وأن كل أهداف الإنسان فى حياته تتجه إلى تحقيق الرفاهية التى تساعد صاحبها على الاسترخاء والتكاسل استمتاعاً بالحياة, وهو يرفض فكرة أن العمل غاية فى ذاته, ويرى أن العمل وسيلة لتحقيق الرفاهية والراحة. لكن إنسان العصر الحديث لا يمكنه التكاسل أو الاسترخاء, فهو فى حالة دائمة من التفكير فى كل أمور حياته, فى العمل وفى احتياجات أسرته, لذلك يتسبب هذا التفكير الذهنى فى إصابته بالإجهاد وتعكير صفو حياته
أظهرت دراسات أن الإجهاد الذهنى ليس ممتعاً على عكس المتوقع حتى لو كان ذلك فى إطار لعبة أو هواية مثل الشطرنج . فالإجهاد الذهنى يؤدى إلى تزايد المشاعر السلبية والإحباط والتوتر والقلق وفى كل الأحوال فإن العقل البشرى يعتبر الجهد الذهنى تجربة غير مريحة وغير سارة. 

الإجهاد حالة من التعب النفسى الناجم عن وضع صعب يمر به الإنسان , وتتوقف استجابة كل فرد وخروجه من هذه الحالة على طريقة تعامله معه , يؤثر الإجهاد على العقل والجسم , والكثير منه يسبب مشاكل صحية لذلك يجب تعلم طرق التكيف معه حتى يتم تخفيف الضغط ودعم الصحة النفسية للفرد. وهو يسبب صعوبة فى التركيز والشعور بالصداع وبعض الآلام فى أنحاء متفرقة من الجسم والعضلات وقد يفقد الفرد القدرة على النوم وربما يحدث اضطراب فى المعدة أو فقدان للشهية أو قد تزيد الرغبة فى تناول كميات أكبر من الطعام وأحياناً يزيد الفرد من معدل تدخينه . 

يحتاج الإجهاد إلى بعض التصرفات لمواجهة آثاره والتقليل منها, على الفرد السيطرة على وقته وترتيبه بما لا يجهده ويشتته, وتخصيص وقت للتمارين الرياضية والأنشطة الترفيهية والحصول على قسط كاف من النوم وتقليل التعامل مع الأجهزة الالكترونية وزيادة التواصل مع الأصدقاء. 

إن الإجهاد ضريبة يسددها إنسان العصر الحديث .