تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أحمد عطية صالح
ما أكتبه هنا ليس رثاء لصديق وزميل متميز فى عالم الصحافة، لأنى على يقين أن أحمد عطية صالح وإن كان رحل جسدا، لن يرحل روحا وشخصا وتاريخا. استغرقته الصحافة فصعد درجات عالمها حتى وصل إلى مكانة عالية وشغل فيها أعلى منصب صحفى وهو رئيس التحرير. لكن انتماءه إلى بلاط صاحبة الجلالة لم يكن طريقا مفروشا بالورود، الشوك كان يملأ طريقه فى مرحلة صعوده، لكنه كان على تصميم عظيم لأن يحقق ما حلم به.
سعى لمقابلة صحفيين كبار لكى يفتحوا له باب العالم الذى عاش من أجله، انتظر طويلا وكرات عديدة على أبواب مكاتب مسئولين لكى يدفعوا به خطوة للأمام فى مهنة البحث عن المجد والمتعة. وخلال طريقه الطويل كان يتسلح بالعلم والأدب والتاريخ، كان يتلقف الكتب بكل عناوينها وتصنيفاتها. أنفق الكثير من جهده وماله لاقتناء ما يعجبه من الكتب حتى لو كانت أحواله المالية على غير ما يرام.
عمل فى العديد من الصحف بل هو نفسه أصدر صحفا أقرب إلى المجلات وكان يتوخى من ذلك أن يتوافر له بعض المال من بيعها وكذلك لإشباع غريزته الصحفية بالكتابة بدون رقيب أو محاذير. وتحول طريقه إلى الأفضل عندما التقى الصحفى الكبير مصطفى أمين وصار من مريديه وتلاميذه وتقرب منه حتى كتب عنه كتابا يعد مرجعا فى مجاله. اكتسب أحمد عطية الكثير خلال علاقته بالصحفى الكبير عرف الكثير من أسرار الصحافة وكواليس السياسة وصار يتميز عن أقرانه بما اكتسبه.
منذ سنوات تولى رئاسة تحرير جريدة اللواء الإسلامى وهى جريدة دينية، لكن وضع أحمد بصماته عليها حتى صارت جريدة ذات فكر دينى تعصف بالأذهان وتقلب فى العقول كى تستيقظ وتمارس التفكير الطبيعى بزيادة جرعات الوعى والتنوير فى صفحاتها. وتصدرت اللواء الأماكن لدى المحافل الدينية والمؤسسات التنويرية وتضافرت جهوده مع جهود الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء لنشر خطاب دينى متنور، وزاد على ذلك أن فتح الباب للتعاون مع الكنيسة، شركاء الوطن، وانطلقت اللواء لتكون جريدة الفكر الوسطى الذى نحتاجه.
رحم الله أخى وصديقى أحمد عطية صالح.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية