تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > رفعت رشاد > إحسان بين الأدب والصحافة

إحسان بين الأدب والصحافة

تعد حياة إحسان عبد القدوس الصحفى والسياسى والأديب نموذجا لتقلب الأوضاع فى حياة هذه الشخصية التى حازت فى كل الأحوال الإعجاب والشهرة. ولد لوالدين يعملان بالتمثيل هما محمد عبد القدوس وفاطمة اليوسف التى حولت مجرى حياتها إلى العمل بالصحافة والسياسة وأسست عام 1925 مجلة روز اليوسف. ولد إحسان فى أول يناير عام 1919ونشأ فى بيئة فنية وصحفية وتولى منصب رئيس التحرير فى سن مبكرة فكان نجما لامعا فى عالم الصحافة والسياسة. 

نشأت علاقة قوية بين إحسان وبين الضباط الأحرار وزعيمهم جمال عبد الناصر قبل الثورة، وصارت بين الصحفى والزعيم علاقة صداقة حتى إن إحسان كان يناديه «جيمى» واستمرت العلاقة جيدة حتى سُجن إحسان انفراديا لمدة 45 يوما بعدما نشر مقالا ينتقد فيه الأوضاع بعد الثورة. 

بعد السجن تغيرت علاقته بالثورة وبالضباط ونحا منحى آخر بعيدا عن الكتابة السياسية واتجه للأدب واختط لنفسه خطا مغايرا لما هو موجود والتقطت السينما رواياته وغذت بها دور العرض فكانت فترات الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضى أغزر الفترات التى أنتجت فيها روايات إحسان وكان المنافس الأقوى لنجيب محفوظ فى هذا المجال. قدم إحسان فى رواياته شخصيات نسائية محورية منها المتمردة، والمضطهدة، والمتفائلة.

تميز إحسان عبد القدوس فى كتاباته بأسلوبه السهل الممتنع، الذى يجذب القارئ ويدفعه للاستمرار فى القراءة. كانت لغته الأدبية بعيدة عن التعقيد، ومن خلال الأدب استطاع إحسان عبد القدوس أن يطرح أفكاره النقدية حول الواقع المصرى بطريقة غير مباشرة.

بجانب إبداعه الأدبى كان مبدعا فى عالم صاحبة الجلالة الصحافة. كان لديه إيمان عميق بدور الصحافة فى مكافحة الظلم والدفاع عن الحرية. كان من المدافعين عن حقوق الصحفيين، واعتبر الصحافة مسئولية اجتماعية تهدف إلى نشر الحقائق ورفع الوعى العام. بعدما تولى رئاسة تحرير أخبار اليوم وصل توزيع الجريدة إلى ما يزيد على مليون نسخة. 

كان ظاهرة أدبية وصحفية بامتياز.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية