تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ماكرون ..زيارة ورسالة
العمق الاستراتيجى مع الاتحاد الاروبى خاصة فرنسا والمانيا اتجاه أدركته القيادة السياسية المصرية جيدًا منذ البداية ورسخت له على مدار الـ١١ سنة الماضية من خلال سياسات متوازنة عادلة قائمة على المصالح المشتركة.
حيث نجحت الدولة المصرية فى وضع نظم وضوابط ثابتة للتعامل مع القارة الأوروبية على كافة الأصعدة أهمها السياسية والاقتصادية والأمنية، كان قوام هذه المعايير هو التنسيق والتكامل والاحترام المتبادل والندية فى العلاقات الدولية والتمثيل التجارى، كل تلك المبادئ ساهمت فى الوصول إلى ترفيع العلاقات المصرية الأوروبية إلى المستوى الاستراتيجى.
التعاون المصرى الأوروبي له الكثير من العلامات المضيئة فى شتى المجالات كان أبرزها المساندة الكبيرة لمصر عقب ثورة ٣٠ يونيو والعديد من دول الاتحاد الأوروبي كانت من أوائل الدول التى اعترفت بالثورة ودعمتها بكل قوة وساندتها فى مكافحة الارهاب وغيرها من المساندات الأخرى على المستوى الاقتصادى والتعاون العسكرى والأمني والتسليح وغيرها من وسائل الدعم والمساندة حيث يمثل الاتحاد الاروبى الشريك التجارى الأول لمصر.
حقا الحديث عن العلاقات المصرية الأوروبية لاينتهي فهى علاقة المصير المشترك والأمن القومى الأوروبي فى الشرق الأوسط باعتبار مصر دولة محورية فى المنطقة.
ماسبق من حديث يتضح بعمق فى الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر والتى بدأت أول امس الأحد وتنتهى اليوم الثلاثاء وتحمل فى طياتها تفاصيل كثيرة تؤكد ميلاد تكتل جديد قوى يحقق التوازن فى المنطقة،
هذه الزيارة الدقيقة والتى تأتى فى ظروف حرجة ودقيقة للغاية وسط منطقة ملتهبة كلها مشاحنات وتوترات كبيرة، هذا التحدى الكبير يبعث برسالة واضحة أهمها الفهم الجيد لهذا التحالف الاستراتيجى الذى يحقق المصالح المشتركة دون غيره مع أوروبا عامةً وفرنسا خاصةً.
إن هذه الزيارة تبعث برسائل عديدة أهمها أن مصر دولة كبيرة يسعى الكبار دائمًا للتحالف معها وأن الجميع يعمل لها ألف حساب، دولة شامخة ذات سيادة يقطنها شعب وطنى ويقودها قائد صاحب قرار حكيم، ومن الرسائل أيضًا أنها دولة آمنة ومستقرة، خاصة أن الزيارة تشمل جولات متعدة داخل القاهرة والجيزة مثل المتحف المصري الكبير وجامعة القاهرة وخان الخليلي على مدار ثلاثة أيام تنتهي فى أطهر بقعة بمصر سيناء الحبيبة لتفقد الحدود المصرية الفلسطينية أمام معبر رفح بالعريش،
الأمر الذى يؤكد أن سيناء آمنة وخالية تمامًا من الارهاب وتشهد طفرة كبيرة من البناء والتعمير والتطوير وإقامة المناطق الصناعية والزراعية والسياحية وعلى رأسها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الممتدة على مساحة ٤٥٠ كيلومتر مربع، حقًا إنها زيارة الشموخ التى لايفعلها إلا الكبار الأقوياء أصحاب الإرادة، زيارة إثبات الذات والمصالح المشتركة والدفاع الاستراتيجي.
نعم إن التكتل مع الاتحاد الأوروبي مسار مهم للغاية فى المرحلة القادمة خاصة فى ظل المتغيرات العالمية الجديدة التى تحتاج البحث دائمًا إلى حلفاء جدد تلبى الطموحات السياسية والاقتصادية، خاصة أن مصر دولة تدرك تحدياتها جيدا وتعلم مصالحها دائمًا فى العدالة والاحترام والشفافية، تلك المبادئ التى رسخها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ البداية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية