تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أمانة هند رجب
«عمو قاعدين بطخوا علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة»، ثم صرخة مدوية، لينقطع صوت ليان حمادة صاحبة الـ 15 عاما، خلال استنجادها بجمعية الهلال الأحمر الفلسطينى من آلة الإبادة الإسرائيلية المجرمة التى حاصرت سيارة تحمل الفارين من الجحيم، ليسقطوا فى دائرة الموت المغلقة.
سيارة تحمل بشار حمادة وبرفقته زوجته وأطفاله محمد (11 عاما) وليان (14 عاما) ورغد (13 عاما) وابنة شقيقته هند (6 سنوات)، استشهد أربعة، وبقيت ليان وهند، ثم استشهدت ليان، وبقيت هند التى دوت صرختها الطفولية الملائكية عاليا، بعد استشهاد جميع أقاربها فى السيارة، لم يتبق سواها مع الهاتف والدماء والرعب والخوف من الليل والدبابة التى تتحرك حولها و3 ساعات من مكالمة مع مسعفى الهلال الأحمر، قبل أن ينهال الرصاص، 350 رصاصة فى جسدها النحيل.
«ابقى معى أمانة»، ثم تبكي، «أمانة تعالى خديني»، تردد وراء المسعفة «يا الله.. يا رب تحمينا»، تقرأ القرآن.. جمل قالتها هند برعب أمام عجز المسعفة وحشرجة صوتها بالبكاء، لم يأت أحد، انقطع الصوت، وظل الأثر.
الصدمة أمام المجرم الذى تقطر يده بدماء الآلاف، هند صوت بين آلاف الأصوات، صوت الخوف والأمل فى النجاة، صوت وثقه وخلده فيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنيّة، الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى «الأسد الفضي»، فى ختام فعاليات الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي.
التراجيديا الواقعية التى تدمى القلوب، وتكشف الصراع غير المتكافئ بين الضحية والسفاح، وتورط المشاهد فى الإحساس برعب الطفلة ومشهد قتلها بدم بارد، وإحساس الأبطال بالصراع الداخلى مع أنفسهم، والخارجى مع الاحتلال والعجز، مشهد واحد من عشرات الآلاف من مشاهد جرائم اللا إنسانية والهمجية فى غزة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية