تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

‏لا «أهلًا» ولا «سهلًا»

ذكرّنى عناق بايدن ونيتانياهو بعناق العقرب والثعبان، فكلاهما قاتل ويداه مخضبتان بالدماء بشكل مباشر، أو غير مباشر.

 

هذا الأمر ليس بجديد، ولا من واقع الأزمة الحالية فقط، لكنه قديم عبر عدة سنوات سابقة أنكرا خلالها حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، والعيش فى حياة إنسانية كريمة، ولائقة تتماشى مع الأعراف، والقوانين، والأخلاق، والأديان، وكل الشرائع السماوية، أو حتى غير السماوية.

أمر الغرب، وأمريكا عجيب، وغريب، فهم يَسُنون القوانين لما يسمى بحقوق الإنسان، أو حتى الحيوان، من وجهة نظرهم فقط، بل إنهم يدينون أى انتهاك، ويصل الأمر إلى توقيع عقوبات بحق من يتعامل، من وجهة نظرهم فقط، بطريقة غير لائقة مع الإنسان، أو حتى الحيوانات، لكنهم، وهذا هو الشاذ، والغريب، يتلذذون بسفك دماء الأبرياء من الأطفال، والنساء، والشيوخ فى غزة وكأنهم من فصيلة مصاصى الدماء الذين كنا نشاهدهم فى الأفلام، ونتعامل معهم على أنهم شخصيات من وحى الخيال الفنى والسينمائى، لكن الأيام أظهرت أن هناك من هم أشد منهم قسوة، وظلما، وعدوانا.

لكل ذلك لم يكن هناك أدنى ترحيب بزيارة بايدن، ونجح الزعماء العرب الثلاثة (الرئيس عبدالفتاح السيسى، والملك عبدالله الثانى، ملك الأردن، والرئيس الفلسطينى محمود عباس) فى توصيل الرسالة بكل قوة، ووضوح، حينما تم إلغاء القمة الرباعية التى كانت مقترحة فى العاصمة الأردنية عَمان.

تيقن الزعماء العرب الثلاثة (السيسى، وعبدالله، وأبومازن) من أن القمة محكوم عليها بالفشل لانحياز بايدن الفج، والصارخ إلى إسرائيل، خاصة بعد قصف مستشفى المعمدانى، وعدم الإدانة الأمريكية لهذا التصرف الهمجى، والأحمق، والمجنون، وبالتالى فإن المقدمات كانت كلها تشير إلى فشل النتائج، فكان القرار الحكيم، والرائع من الزعماء الثلاثة (رفض الاجتماع، وإلغاء القمة)، وتوصيل رسالة واضحة، وقوية للجانب الأمريكى عله يعود إلى رشده المفقود.

ما يحدث من تدفق لقادة أوروبا، وأمريكا على إسرائيل هو نفس سيناريو أوكرانيا، ولكن بطريقة معكوسة وفجة، وعدوانية، لأن المنطقى أن يحدث التدفق على السلطة الفلسطينية فى رام الله، فهى الدولة التى تعانى الاحتلال منذ ٥٦ عاما، وتسعى للسلام بكل الطرق الممكنة، وتقبل بقرارات الشرعية الدولية، وانخرطت بكل جدية فى مقررات «أوسلو»، لكنها لعنة الغرب، وأمريكا التى تنتفض للدفاع عما يسمى بحقوق الإنسان، أو الحيوان، من وجهة نظرها، ويسكرها لون دماء الأطفال، والنساء فى غزة، والضفة، والجولان.. وكل الأراضى العربية المحتلة بلا استثناء.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية