مخطط شيطانى ضخم يجرى إعداده، وتنفيذه بإحكام لإقامة «شرق أوسط جديد»، وقيام دولة «إسرائيل الكبرى» من خلال تهجير الفلسطينيين، وترحيلهم إلى سيناء، ليكون ذلك بداية تنفيذ تلك «الأفكار الشيطانية»!

المخطط قديم، وقد تحدث عنه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، رحمه الله، حينما أوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل تحدثتا معه فى هذا الأمر، فى إطار مبادلة للأراضى بين سيناء والنقب، وكان رد مبارك واضحا، وقويا، ومختصرا بكلمة واحدة: «انسوا»، رافضا نقاش هذا الأمر من بدايته.

لاتزال إسرائيل تعمل، بكل تخطيط وإحكام، لتنفيذ المخطط الشيطانى، مستغلة فى ذلك عمليات المقاومة الفلسطينية «المشروعة» للاحتلال التى تنطلق من غزة، لتقوم بعدها بالضغط، واستخدام أبشع الأساليب لتهجير الفلسطينيين فى اتجاه سيناء، فى محاولة لإدخال مصر فى المعادلة كـ "شرطى" يحافظ على أمن إسرائيل، ويتحمل مسئولية التقصير فى هذا الأمر فى أى لحظة.

المخطط الشيطانى اللعين لتفكيك العالم العربى بدأ تنفيذه فى سوريا، والعراق، والسودان، واليمن، وليبيا، وها هم الآن يحاولون إدخال مصر فى النفق المظلم، واستخدام ورقة غزة، والنزوح إلى مصر كبداية، على اعتبار أن مصر هى القلب، ومركز الثقل، وإضعافها هو إضعاف للمنطقة العربية كلها.

مساندة الشعب الفلسطينى واجبة، وضرورة، أما الحديث عن فتح الحدود، أو إقامة مخيمات للفلسطينيين فى سيناء، فتلك أفكار شيطانية هدفها تنفيذ المخطط الشيطانى الإسرائيلى لتهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية، وتحقيق مخطط «الشرق الأوسط الجديد»، والتمهيد لقيام دولة إسرائيل الكبرى بمساعدة أمريكا، والدول الغربية.

أمريكا تقف بكل قوة وراء الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، وهى التى أعطت «الضوء الأخضر» لبنيامين نيتانياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، لإعلان «الحرب الشاملة» ضد القطاع، وقامت بسد العجز «الفاضح» لدى الاسرائيليين مثلما فعلت من قبل فى «حرب أكتوبر»، وها هى تفعل الشىء نفسه الآن لتُوارى سَوءة إسرائيل «المقهورة»، بعكس الدعايات الكاذبة التى تروجها آلة الدعاية الجهنمية الغربية، والأمريكية، والإسرائيلية، والادعاء زورا وبهتانا ‫بأن إسرائيل «لا تُقهر».

abdelmohsen@ahram.org.eg