بعد ٥٠ عاما يتحدث هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، عن حرب أكتوبر لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضى، ليؤكد عظمة الانتصار المصرى الكبير فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣، وأن الهجوم المصرى كان كاسحا، ومفاجئا للإسرائيليين والأمريكان معا.

يعترف الثعلب العجوز بأن الجيش المصرى قلب الموازين رأسا على عقب، ونجح فى ضرب خط بارليف، والدفع بأكثر من ١٠٠ ألف جندى، ونحو ٤٠٠ دبابة، ووحدات كوماندوز إلى سيناء، وبناء عدة جسور فوق القناة.

كيسنجر هو الصديق الأوفى، واليهودى الأمريكى المخلص لإسرائيل، وحينما يتحدث، بعد ٥٠عاما، لصحيفة إسرائيلية، فلابد أن ننصت إلى هذا الحديث، ونقوم بتحليله، والوقوف أمامه بكل اهتمام.

الثعلب العجوز أشار إلى أنه فى الأيام الأولى للحرب فقدت إسرائيل يوميا ما يقرب من ٢٠٠ مقاتل، بالإضافة إلى أسر الكثير من جنود الخط الأول الإسرائيلى، مشيرا إلى فشل سلاح الجو الإسرائيلى فى الصمود أمام أنظمة الصواريخ «SA-6» السوفيتية الصنع، مما أدى إلى تحطيم أعداد كبيرة من الطائرات الإسرائيلية، ووقوع الطيارين فى الأسر لدى القوات المصرية.

تحدث كيسنجر عن تدمير ٤٩ طائرة إسرائيلية، وأكثر من ٥٠٠ دبابة، واستيلاء القوات المصرية على العديد من مستودعات الذخيرة الإسرائيلية.

العديد من المفاجآت فجرها هنرى كيسنجر فى حديثه إلى صحيفة «معاريف» الإسرائيلية،
أبرزها أن قادة إسرائيل صرخوا بأعلى صوتهم وطلبوا من الولايات المتحدة التدخل لوقف إطلاق النار، وهو الموقف الذى كانت إسرائيل تحاول إنكاره دائما، مدعية أنها لم تطلب وقف إطلاق النار،
أما المفاجأة الثانية فقد فجرها كيسنجر أيضا حينما أشار إلى أنه هو الذى رفض مناقشة طلب إسرائيل وقف إطلاق النار، ليفجر مفاجأة جديدة نناقشها فى مقال الغد.

abdelmohsen@ahram.org.eg