سقط الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، كعادته، حينما دعا زعماء العالم إلى إظهار التضامن، والوحدة فى دعم إسرائيل، أما الأعجب، والأغرب حينما قال إن إسرائيل لها «كل الحق تماما مثل أوكرانيا فى حماية نفسها».

من الواضح أن زيلينسكى لا يفهم فى التاريخ، أو حتى الجغرافيا، ولا يجيد الربط بين الأحداث، وقد غطت «يهوديته» المتعصبة على أفكاره، فأصبح يخلط بين دولة الاحتلال والدولة المحتلة، لأن المقارنة الصحيحة هى بين أوكرانيا وفلسطين، فكلتاهما دولة تعانى الاحتلال، ومن حق كل منهما الدفاع عن أرضها ضد المحتل الأجنبى، إلا اذا كان يؤمن بالأفكار الروسية من أن أوكرانيا دولة احتلال لمنطقة القرم، وكذلك الجمهوريات التى أعلنت استقلالها مؤخرا (لوجانيسك، ودونيتسك، وزابوريجيه، وخيرسون).

تشبيه زيلينسكى دولة أوكرانيا بدولة إسرائيل يعنى هذا تماما، لأنه لو كان يعتقد غير ذلك لكان من الطبيعى أن يتعاطف مع الشعب الفلسطينى فى دفاعه عن أرضه، وعن حقه فى تحرير تلك الأراضى المحتلة منذ 56 عاما، وأن يطالب إسرائيل بوقف عدوانها الغاشم على غزة، والاعتراف بحق فلسطين فى إقامة دولتها عبر حدود 1967 المقررة وفقا لمقررات الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، واتفاقيات أوسلو.

كل يوم يؤكد الرئيس الأوكرانى أنه مجرد أداة للولايات المتحدة الأمريكية فى تنفيذ مخططها الشرير (تفكيك روسيا، وإحكام سيطرتها على العالم بشكل أحادى)، وهو نفس الدور الذى تقوم به إسرائيل مع أمريكا من أجل إحكام هيمنتها على المنطقة العربية، وإقامة «الشرق الأوسط الكبير» الذى يخدم مصالحها، ويستنزف قدرات، وموارد دول المنطقة لمصلحة إسرائيل وحليفتها الرئيسية أمريكا.