صحيح أن الجريمة والإرهاب يتطوران بشكل سريع، لكن ما حدث فى حفل تخرج طلبة كلية الشرطة أمس يوضح حجم التطور المذهل فى تدريب، وتأهيل هؤلاء الطلبة بعد أن جلست أتابع، وأراقب، وأسجل مدى التطور الهائل الذى حدث فى هذا المجال، حيث قام طلبة وطالبات الكلية باستعراض تلك المهارات فى حفل التخرج الذى شهده الرئيس عبدالفتاح السيسى بأكاديمية الشرطة.

فى كل عام يُدهش الطلبةُ الحاضرين بقدراتهم الهائلة فى اقتحام الأماكن الحصينة، وتسلق الأماكن المرتفعة، واجتياز الموانع الصعبة، التى تتجاوز أكثر من ٢٠ مترا بالقفز فوقها بشكل احترافى مذهل، والأخطر اجتياز الدوائر المشتعلة، مما جعل الحاضرين يحبسون أنفاسهم فى أثناء تنفيذ تلك العمليات الخطرة، ثم ينطلق التصفيق عاليا بعد نجاح الطلبة والطالبات فى التنفيذ الدقيق، والسليم.

أما الطالبات فقد قطعن شوطا كبيرا فى التميز، والكفاءة، وأصبحن ينافسن زملاءهن الطلاب فى المهارة، والقدرة على تنفيذ المهام الصعبة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى هنأ الخريجين، وأشاد بحجم التطور فى مستواهم، وقدراتهم، مشددا على ضرورة تأدية المهام الموكلة إليهم فى إطار احترام دولة القانون، ومعايير حقوق الإنسان.

من جانبه، فقد كشف اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، عن أن الوزارة تركز على تطوير العنصر البشرى، باعتباره الدعامة الجوهرية لتحقيق مفهوم «الأمن الشامل»، وذلك من خلال تنمية القدرات الشخصية، والمهارات السلوكية عبر برنامج علمى شامل، وكذلك العمل على توظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة أغراض الأمن، وتطوير ميادين التدريب وفقا لأحدث المعايير، والنظم، وتطبيقات الذكاء الاصطناعى.

جهد رائع، وتطور يستحق الإشادة والتقدير لمستوى الخريجين والخريجات الجدد من كلية الشرطة، وهو ما يؤكد مدى تطور برامج التدريب، والتدريس فى هذا الصرح الأمنى العملاق.