تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المرأة فى المنظور الإسلامى
حظيت الدكتورة زينب رضوان بمكانة علمية واجتماعية كبيرة. فهى أستاذ فلسفة الدين، وعميدة كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والمجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للمرأة. ولها عدة كتب تعَد من المراجع المهمة منها: النظرية الاجتماعية فى الفكر الإسلامى، والمرأة فى المنظور الإسلامى، وفلسفة الدين، وهى صاحبة الدعوة إلى فقه الحياة ولها جهود كبيرة فى مواجهة فكر التشدد والتعصب وإاستغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية.
وفى كتاب» المرأة فى المنظور الإسلامى «تقدم رؤية متكاملة لمكانة المرأة فى الإسلام الذى سبق بإقرار حقوق الإنسان والمساواة بين الناس فى الحقوق والواجبات بلا تفرقة بين الرجل والمرأة، وبعد أن كانت المرأة تعامل على أنها أقل من الرجل جاء الإسلام قبل كل مواثيق حقوق الإنسان بقرون ليقرر للمرأة حقوقا مساوية لحقوق الرجل فى الأهلية، وحيازة المال، وفى التملك والتعاقد، وفى التقاضى، وأعطاها الحق فى الخلع إذا استحالت العشرة فى مقابل حق الرجل فى توقيع الطلاق، ولها أن تشترط فى العقد أن يكون لها الحق فى أن تطلق نفسها، وفى الميراث أنصفها الإسلام، فلها نصف نصيب الرجل فى حالة واحدة هى حالة تعدد الإخوة، بينما تحصل على نصيب مساو لنصيب الرجل فى حالة الإخوة من الأم، ولها نصيب أكبر من نصيب الرجل إذا كانت هى ابنة المتوفى والرجل شقيقه، وهكذا يكون لها نصيب مساو للرجل أو أكبر بحسب كل حالة وتفصيل ذلك فى القرآن فى سورة النساء، والحكمة فى توزيع الميراث ليس الأنوثة أو الذكورة، ولهذا طالبت الدكتورة زينب رضوان بترجمة أحكام الميراث إلى كل اللغات لكى تقضى على سوء الفهم فى الغرب بأن المرأة نصف الرجل دائما وفى كل الأحوال.
ويروج أعداء الإسلام أن المرأة لا تتساوى مع الرجل فى الشهادة، بينما ذلك فى حالة واحدة فى الديون فالشهادة لرجل وامرأتين، والحكمة أن المرأة فى ذلك العصر لم تكن تمارس التجارة والمعاملات المالية بنفسها، وخبرتها فى الشئون المالية أقل من خبرة الرجل، وقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم شهادة امرأة واحدة عندما تزوج عقبة بن الحارث وجاءت امرأة وقالت: قد أرضعتهما فقضى النبى بعدم صحة الزواج.
ويسىء البعض فهم الآية» الرجال قوامون على النساء».. (النساء - 34) ومفهوم القوامة ليس مقصودا به السيطرة والتحكم والاستبداد، ولكنه تكليف شرعى للرجل بأن يرعى المرأة والتفضيل ليس بسبب الجنس ولكن بسبب التفاوت فى الخبرة والعلم، فإذا تفوقت المرأة على الرجل فى العلم والخبرة والذكاء فيكون لها مكانة أعلى، وتكون مكانتها بحسب قدرتها على القيادة وتحمل المسئوليات، وكيف تكون أقل من الرجل وهى أستاذ فى الجامعة ولها تلاميذ من الرجال، وهى القاضى الذى يحكم فى قضايا للرجال، وهى الطبيب الذى يعالج الرجال، وهى العالمة فى شئون الدين وتعطى الدروس للرجال والنساء.. إلخ.
وقد حرصت الدكتورة زينب رضوان على أن يراجع كتابها الإمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق والشيخ محمد الغزالى، وتناولت بالتفصيل كيف تغير وضع المرأة فى المجتمع اليوم عما كان منذ أربعة عشر قرنا، كانت المرأة محرومة من التعليم ومن الخروج إلى المجتمع والتعامل مع الرجال، وكان الظلم الواقع على المرأة سائدا فى أوروبا إلى حد القول بأنها قرينة للشيطان، أما اليوم فهى فى وضع مختلف وأثبتت قدرتها على القيادة والتفوق فى كل المجالات وهى اليوم على درجة من الكفاءة لتكون وزيرة ورئيسة عمل ما دامت تتمتع بالصفات المطلوبة للمنصب.
وإذا كان المتشددون فى العالم الإسلامى وفى الغرب يسيئون فهم حقيقة موقف الإسلام من المرأة فإن المؤسسات الدينية فى العالم الإسلامى عليها مسئولية توضيح الحقائق وكشف الانحراف فى الفهم وتعمد الإساءة إلى الإسلام، بتجديد الخطاب الدينى الموجه للمسلمين ولغير المسلمين، ولمواجهة «الإسلاموفوبيا» فى الغرب.
كانت الدكتورة زينب رضوان ترفض التوقف عند اجتهادات الأولين، لأن الحياة لم تتوقف، وتغيرت القيم والأفكار مع التطور والتقدم الذى حققته البشرية، ولابد أن تتغير العقول وتساير التطور، ولا تستسلم للجمود.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية