على مدى 150 عامًا لم تكن جريدة الأهرام العريقة مجرد صرح صحفي راسخ فى وجدان الشعب المصرى والشعوب العربية، بل كانت أيضًا شاهدًا على تحولات تاريخية فى مصرنا الحبيبة، وعاصرت مراحل مختلفة من الكفاح من أجل تحرير الأرض، ثم البناء والتنمية، وكانت صانعة للرأى العام فى الكثير من المواقف.

إن الجريدة التى تأسست على يد الأخوين «تقلا»، تعكس أيضًا احتضان مصر على مدى تاريخها للأشقاء العرب من المثقفين والفنانين والاقتصاديين، حيث أصبحت على مدى قرنٍ ونصف القرن عَلمًا من أعلام الصحافة والإعلام المصرى الذى يترك أثره فى مختلف الشعوب والأوطان العربية، وكانت وما زالت منبرًا لنقل صوت المصريين وثقافتهم ومسيرتهم نحو التنمية، كما أنها تجسد الهوية المصرية، وتنقل نبض الشارع المصرى وتفاعلاته مع الأحداث العالمية، وتعبر كذلك عن الرؤية المصرية للأوضاع الإقليمية ومجابهة التحديات من خلال الإصدارات المختلفة باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

إننا إذ نحتفى بهذا الإرث العظيم، فإننا نؤكد أن المستقبل لا يُبنى إلا على أساس راسخ من التاريخ والخبرة. فجريدة الأهرام، بقدرات كوادرها، وتنوع منصاتها، وتطوير أدواتها، قادرة على الاستمرار فى دورها الوطنى والتنويري، ومواكبة التحول الرقمى ومتطلبات جمهور جديد. وبينما تؤسس مصر لمرحلة جديدة من البناء والتنمية، بدأت منذ سنوات بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، فإن جريدة الأهرام العريقة، ومختلف وسائل الإعلام المصرية، تظل شريكًا فاعلًا وعمودًا رئيسيًا من أعمدة بناء الوعى الجمعى للشعب المصري، وتسليط الضوء على ما يُبذل من جهود فى مختلف أرجاء الجمهورية، وأيضًا إبراز التحديات المختلفة التى تواجه بناء الدولة سواء داخليًا أو خارجيًا على المستويين الإقليمى والدولي.

مرة أخرى .. أوجه التحية لمؤسسة الأهرام العريقة، ومختلف القائمين عليها ورؤساء مجالس الإدارة السابقين والحاليين، ورؤساء التحرير والكوادر المهنية، وجميع العاملين بها، متمنيةً لهم مزيدًا من التوفيق واستمرار العمل لرفعة وطننا الحبيب.