تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

نهاية اسرائيل

الولايات المتحدة الأمريكية تدعم وتساند اسرائيل وتضمن تفوقها العسكرى الإقليمي الرادع في مواجهة كافة الدول العربية  ، بالإضافة إلى دعمها المالى لها ومشاركتها فيما تقوم به من تدريبات وبحوث عسكرية وتطوير الأسلحة ومكافحة الإرهاب !

فالولايات المتحدة الامريكية أول من اعترف باسرائيل كدولة مستقلة في 14 مايو 1948 عندما أصدر الرئيس هاري ترومان بيان اعتراف عقب إعلان إسرائيل الاستقلال في نفس التاريخ ، ومنذ ذلك التاريخ والولايات المتحدة تدعم اسرائيل فى كافة تحركاتها ، ففى الاحداث الاخيرة أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا دعمه "الثابت" لإسرائيل في مواجهة تهديدات إيران بالرد على الهجوم الدامي على قنصليتها في دمشق، في حين أبلغ وزير الخارجية الأمريكى أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن بلاده ستقف إلى جانب إسرائيل ضد أي تهديد إيراني !

فالدعم الامريكى لاسرائيل لا يتوقف عند الرئيس الامريكى جو بايدن ، لأنه نفس موقف كافة رؤساء امريكا السابقين ، فقد حرص الرئيس الاسبق بيل كلينتون في خطاب ألقاه أمام أيباك على إبراز مدى التزام الولايات المتحدة بدعم إسرائيل كما قال جورج بوش الابن إن أمتنا أكثر قوة وأمناً لأن لدينا حليفاً حقيقياً هو إسرائيل ، كما شدد الرئيس الامريكى الاسبق باراك اوباما على تأييد موقف بايدن من دعم الولايات المتحدة الامريكية لحليفتها فى ملاحقة حماس ، كما عبر الرئيس السابق دونالد ترامب وسط معركته الإنتخابية، عن دعمه للحرب التي تشنها إسرائيل فى قطاع غزة!

لكن الدعم الامريكى الكامل لاسرائيل لن ينقذها من الاضطرابات الداخلية واستمرار الصراع ولن يحقق لها السلام المنشود ، وسيجعلها عرضة دائمة للذئاب المنفرده ، فالذئب المنفرد وهو الشخص الذي يرتكب أعمال عنف في دعم مجموعة، حركة، أو أيديولوجيا، ولكن يفعل ذلك وحده، خارج عن هيكل القيادة ودون مساعدة مادية من أي مجموعة ،

فكثير من الشباب الفلسطينى فقد اسرته وابنائه وزوجته وعائلته ولم يعد لديه شىء سوى الرغبه فى الانتقام من اسرائيل، وهو ما اكد عليه الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ايلون ماسك حيث اعتبر أنه "إذا قتلت إسرائيل أطفال بعض الناس في غزة، فهذا سيولد غضباً أكبر وربما إرهابا على المدى البعيد" وقال " ان حماس استفادت بإثارة رد فعل إسرائيلي عدواني كبير والاستفادة من هذا الرد لحشد المسلمين في جميع أنحاء العالم من أجل قضية غزة وفلسطين.. وقد نجحوا بالفعل فى ذلك . 

 ما تقوم به اسرائيل ضد الاشقاء الفلسطينيين سيظل عالقاً امد الدهر وعبر التاريخ فى رقبة قادة اسرائيل وسيضع نهاية لوجود اسرائيل فى المنطقة ، ففى خضم الذبح والقتل والتدمير تناس الجميع اساس المشكلة وهى ان الفلسطنيين يدافعون عن حقهم فى الحياة من خلال اقامة دولة فلسطينية ، وان ما قاموا به هو رد فعل طبيعى ضد المحتل تؤكد عليه الوثائق الدولية ، لكن الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة تأبى الاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى الحياة وفى اقامة دولة ، كما انها تعمد إلى تأجيج الصراع والقضاء على الهوية العربية والاسلامية واستفزاز مشاعر المسلمين وخاصة فى المسجد الاقصى والضرب بعرض الحائط لكافة اتفاقيات السلام الموقعة عبر عقود من المباحثات مع الجانب الفلسطينى تحت رعاية الولايات المتحدة الامريكية وتحت رعاية المنظمات الدولية ، كما ان اليمين المتطرف ذاته كان السبب فى المظاهرات التى عمت كافة انحاء اسرائيل بسبب قانون إصلاح القضاء المشوه والذى كان يحد من سلطة القضاء حيث أقرته حكومة الاحتلال اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو حتى اصدرت المحكمة العليا في إسرائيل قرار بابطاله ،

ويمتد الصراع داخل الكيان الاسرائيلى الى اليهود الحريديم أو اليهود الأرثوذكس المتشددين هم جماعة من اليهود المتدينين يطبقون الطقوس الدينية والشريعة اليهودية حيث اصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمراً بتجميد أموال المدارس الدينية اليهودية التي كانت تمثل إطاراً قانونياً لوقف إعفاء طلبتها من الانضمام للخدمة العسكرية إعمالاً لمبدأ المساواة ، حيث اخبر النائب العام المحكمة بأن الجيش سيكون مُلزَماً بالبدء في تجنيد الرجال الحريديم عند بلوغهم 18 عاماً، بحيث يخدم الرجال لعامين و8 أشهر والنساء لعامين ، ويصل عدد الحريديم  13 % من سكان إسرائيل، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19 % بحلول عام 2035، بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم ، ويعتبر قادة المتدينين اليهود أن مهمة الحريديم تقتصر على دراسة التوراة، ويؤكدون صعوبة الحفاظ على التعاليم اليهودية بسبب الاختلاط في الجيش الاسرائيلى، ويعتبر اليهود المتشددين دراسة التوراة هي ضمان الحفاظ على بقاء إسرائيل ، ويتمسك اليهود الحريديم بالنصوص التي وردت في التوراة والتلمود وبتعاليم الحاخامات، وأن إسرائيل يجب أن تحكمها الشريعة اليهودية والتعاليم التوراتية، وليس مبادئ الديمقراطية وقيم الصهيونية والقوانين التي شرعها الإنسان خصوصاً وانها دولة دينية ، لذلك دعى كبار الحريديم اليهود للتمرد بقوة ضد مشروع قانون تجنيدهم بالجيش.

موقف الأحزاب الدينية فى الكنيست الاسرائيلى سيكون صعباُ لأنهم يعتمدون على أصوات اليهود الحريديم فى الانتخابات ولذلك أعفوا اليهود المتدينون المتشددون من الخدمة العسكرية تحت ضغط ممثليهم السياسيين في الكنيست وفي الحكومة ، ولذلك تخشى اسرائيل من وضع دستور لها حتى الان تخوفاً من الصراعات التى قد تنشأ ما بين الاحزاب الدينية والعلمانية عند اختيار توجهات الدولة فى الدستور ، خصوصاً وان الحريديم يتمسكون بحدود اسرائيل من النيل للفرات ، يأتى ذلك فى وقت تتعاظم فيه شعبية رئيس "المعسكر الوطني" بيني غانتس،  كما تنتظر اسرائيل التحقيق فى ملف الفشل والإخفاق الاستخباراتي الاسرائيلى يشأن "طوفان الأقصى" ، وفوق كل ذلك يموج المجتمع الإسرائيلي ايضاً بالصراع اليهودي الشرقي المتمثل فى السفاردييم واليهودي الغربي المتمثل فى إلاشكنازيين ، فاليهود الشرقيين يعيشون فى إسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية أما الدرجة الأولى فيحتلها اليهود الغربيون ، كما يتعمد الكيان الصهيونى تشتيت المهاجرين الشرقيين في الضواحى وفي المستوطنات التي أنشئت بعيدا عن المدن الكبيرة ، واستغلالهم كأيدى عاملة رخيصة في قطاع الزراعة والصناعة ، من ضمن الامور التى تدق ناقوس الخطر وتضع نهاية لاسرائيل ان الجنود المثليين والمثليات وثنائيو الميول الجنسية يخدمون علنا بدون عوائق في جميع فروع الجيش. وممنوع التمييز ضدهم في التوظيف والترقية. كما يحظر الجيش الإسرائيلي المضايقة والتنمر على أساس الميول الجنسية ويعترف بالأزواج المثليين ، كما ان اليهود الذين جاءوا من مختلف ارجاء الارض ومن شتى القوميات ويتحدثون بمختلف اللغات طبيعتهم غير قابلة للاندماج وغير قادرة على الانصهار حيث كانوا دائماً يعيشون فى كيبوتسات خاصة بهم ، وكانوا يطلقون على غير اليهود لفظ الجوييم بمعنى الغرباء !

فالكيان الاسرائيلى كيان مفكك ينتظر نهايته من داخله نتيجة لاختلاف توجهات وقوميات وهوية مواطنيه الذين استوطنوا اسرائيل بحثاً عن النعيم فى ارض اللبن والعسل التى وعدتهم بها كتبهم المقدسة ليجدوا انفسهم وسط جحيم الصواريخ ، ولذلك يسعى الكيان الاسرائيلى الى صراعات وحروب دائمة لتحقيق تماسك مزعوم امام اعداءه يمكنه من البقاء والحصول على الدعم من الولايات المتحدة الامريكية ومعظم الدول الاوروبية عبرالمنظمات الصهيونية المتعددة .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية