تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الأمن القومى المصرى والدعم الامريكى لاسرائيل
تتعرض المنطقة العربية للعديد من التحديات الداخلية والخارجية بهدف احداث تغيرات جيوسياسية ومجتمعية لاهداف استعمارية واطماع غربية للاستيلاء على ثروات الدول العربية مما يهدد الامن القومى المصرى ، فعمر المجتمعات والشعوب والدول لا يقاس بعمر الانسان لأنه قد يمتد لعشرات بل مئات السنوات ، فخلال فترات بسيطة من عمر دولنا واقطارنا العربية انهارت الاوضاع الداخلية والقوى العسكرية العراقية والسورية والليبية والسودانية لصالح اسرائيل وبدعم امريكى لتحقيق اهداف معينة فسوريا والعراق من دول الطوق ، كما ان العراق ثانى أكبر دولة عربية امتلاكاً لاحتياطيات النفط 145.01 مليار برميل، اما ليبيا فهى تمثل الحدود الغربية لمصر لمسافة تساوي 1,115 كم ، وخامس احتياطى نفطى على مستوى الدول العربية 48.36 مليار برميل ، كما ان السودان تمثل الحدود الجنوبية لمصر لمسافة تمتدت 1280 كم بالاضافة إلى ما تحتويه من ثروات وخاصة مناجم الذهب ، كما تشتعل حالياً الاجواء الشرقية لمصر المتمثلة فى عسكرة البحر الاحمر وضربات الحوثيين ، وتأثير ذلك على دخل قناة السويس الذى تراجع الى 50% ، كما تشتعل الاحداث ايضاً فى المنطقة الشرقية لمصر المتمثلة فى قطاع غزة ورفح ولبنان ، ويضاف إلى كل ذلك ما تقوم به اثيوبيا من تحركات استفزازية فى نهر النيل وعلى الحدود السودانية ، فمصر محاطة بمناطق ملتهبة لرفضها الاملاءات الخارجية ورفضها للتهجير القسرى للفلسطينيين أو التهجير الطوعى ، وبالطبع كافة هذه التحديات الخارجية مصطنعة لهدف واحد فقط وهو السيطرة على مصر اقتصادياً وايجاد ازمات داخلية لارباك المجتمع المصرى ، ويأتى على رأس هذه الازمات الازمة الاقتصادية الناتجة عن تراجع دخل قناة السويس وتراجع السياحة المصرية بسبب الاحداث التى تمر بها المنطقة ، وتراجع اموال المصريين العاملين بالخارج ، وارتفاع اسعار الحبوب والقمح بسبب الحرب الروسية الاوكرانية ، وفوق كل ذلك التأثيرات التى سببها ارتفاع عدد الاجئين لمصر الى 9 ملايين شخص من ارتفاع للاسعار والخدمات والبنية الاساسية ، كما تأثرت ايضاً العلاقات المصرية الامريكية بسبب الدعم الامريكى لاسرائيل على حساب المصالح المصرية وبسبب طموح مصر فى تحسين الاوضاع الاقتصادية بالتعاون مع روسيا والصين ، كل هذه الاحداث تم ترجمتها الى ازمات للضغط على مصر اقتصادياً من اجل تحقيق المصالح الاسرائيلية ومن اجل توريط مصر فى عمليات عسكرية على اكثر من جبهة ، فلا توجد دولة فى العالم تتعرض لكافة هذه الاحداث التى تمر على مصر .
تستغل اسرائيل هذه الفرص المصطنعة لتحقيق مصالحها خصوصاً وانها تعرف جيداً مكانتها لدى الولايات المتحدة الامريكية ولدى المنظمات الصهيونية الداعمة لها ،و لذا تقوم بحرب ابادة كاملة لازالة أية اخطار مستقبلية ، حيث قال وزير الدفاع يوآف غالانت ، إن رد إسرائيل في قطاع غزة "سيظل حاضرا في الأذهان طوال الخمسين سنة المقبلة وستندم (حماس) على أنها بدأت ذلك ، وأضاف "لقد تغيرت قواعد الحرب. الثمن الذي سيدفعه قطاع غزة سيكون باهظًا للغاية، سيغير هذا الواقع لأجيال ، ولذلك تستخدم اسرائيل الذخائر الموجهة بشكل كثيف فى عملياتها العسكرية لأن هذا النوع من الذخائر يحافظ على امن الجنود الاسرائيليين ويمنعهم من المواجهات المباشرة مع حماس ، ويأتى ذلك على حساب المدنيين الفلسطينيين ، كما استخدمت إسرائيل احدث اسلحة الترسانة الامريكية والتى تشمل أسلحة الفوسفور الأبيض، المحرَّم دوليا، وذخائر "اليورانيوم المنضب"، كما زودت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، القنابل الكبيرة مثل تلك التي تزن 2000 رطل، تأثيرها يمتد لمساحة كبيرة. وتقول الأمم المتحدة إن "الضغط الناتج عن الانفجار قادر على تمزيق الرئتين وتفجير تجاويف الجيوب الأنفية وقطع الأطراف على بعد مئات الأمتار من موقع الانفجار، كما أسقط الاحتلال الإسرائيلي خلال أول 45 يوماً من الحرب أكثر من 22 ألف قنبلة على قطاع غزة ، ولذلك أوقفت الولايات المتحدة الامريكية إرسال شحنة تتكون من 1800 قنبلة تزن الواحدة منها ألفي رطل (907 كيلوجرامات) و1700 قنبلة تزن الواحدة منها 500 رطل (نحو 227 كيلوجراماً ، خصوصاً وان الصناعات العسكرية الإسرائيلية لا تستطيع انتاج هذا النوع من الفنابل ، الامر الذى اعاد قطاع غزة، بنحو 50 سنة للوراء ، ومع ذلك أمر الرئيس الأميركي جو بايدن فريقه بمواصلة العمل مع إسرائيل "لإلحاق هزيمة دائمة" بحركة "حماس" ، ومع ذلك أعرب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون عن قلقة بشأن التقارير التي تشير إلى تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل، داعياً إدارة الرئيس جو بايدن إلى إلغاء هذا الإجراء، مؤكداً أن المساعدات العسكرية لإسرائيل "أولوية ملحة لا يجب تأخيرها". كما اتهم دونالد ترامب الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"الوقوف إلى جانب" حماس بعد تهديدات بايدن بوقف إمدادات أسلحة معيّنة إلى إسرائيل في حال اجتياحها مدينة رفح المكتظة بالسكان .
فاسرائيل لها مكانة خاصة لدى الولايات المتحدة الامريكية ، حيث يعتبرها البعض ولاية من الولايات الامريكية فى منطقة الشرق الاوسط ، وترتبط الدولتان بمعاهدات دفاع مشترك وتعاون عسكرى ، فإسرائيل هي أكبر مستفيد من المساعدة الاقتصادية والعسكرية المباشرة من الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية ، حيث قال الرئيس السابق دونالد ترامب "إننا غير مضطرين إلى الوجود في الشرق الأوسط، إلا لحماية إسرائيل " ، كما اكد الرئيس الامريكى جو بايدن ، أن التزامه تجاه إسرائيل لا يتزعزع، مشيرا إلى أن "أمن إسرائيل مهم للغاية" ، وانه يقدم دعمه الفوري وغير المشروط لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، وطلب بايدن من الكونجرس مليارات الدولارات ومساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل ، وقدم ايضاً دعمه الكامل عسكريا ودبلوماسيا بصورة غير مسبوقة لإسرائيل منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر ، وعلى الرغم من ذلك يعتبر الرئيس الامريكى جو بايدن اسرائيل عبء استراتيجى عليه ، نظراً لما تقوم به من مغامرات غير محسوبة تؤدى لتوريط الجميع ، ولذلك تستعد إدارة بايدن لمرحلة ما بعد نتنياهو ، حيث شعر الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته بالإحباط بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معظم الاقتراحات الخاصة بالحرب في غزة ، بل على العكس قام نتانياهو بتوريط بايدن فى المجازر التى تمت فى حق الشعب الفلسطينى ، خصوصاً بعد فشل كل تحركات بايدن لكبح جماح حكومة نتنياهو، الامر الذى يعرض بايدن للسقوط فى الانتخابات ولفقدان دعم الأمريكيين العرب والمسلمين بسبب دعمه الا محدود لإسرائيل في حرب غزة ، كما رفض نتنياهو موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن بمنع بعض إمدادات الأسلحة لإسرائيل ، وقال نتانياهو إن بلاده مستعدة للوقوف بمفردها إذا لزم الأمر وقال اننا سنقاتل بأظافرنا إذا اضطررنا لذلك، فنتانياهو يسعى لإطالة امد الحرب للنجاة بنفسه من قضايا الفساد وللهروب من محاكمته كمجرم حرب ، ومحاولته التنصل من مسؤولية فشله الاستخباراتي بهجوم "طوفان الأقصى" ، وعدم اهتمامه بمصير الرهائن الاسرائيليين المحتجزين لدى حماس وعرقلة صفقة تبادل المحتجزين، وفشله فى تحقيق انتصار حقيقى بالقبض على قادة حماس على الرغم من موت مئات الجنود الاسرائيليين وتدمير عدد كبير من العربات المصفحة والدبابات الاسرائيلية ، وعلى الرغم من ذلك سيكون نتانياهو هو الممثل الوحيد عن اسرائيل فى تعاملته مع الدول الاخرى بسبب سقوط حكومة الحرب ، الامر الذى سيسمح لنتانياهو بدور اقوى امام الولايات المتحدة الامريكية ، كما سيقلل من الضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة على الحكومة الاسرائيلية ، الامر الذى سيجعل الرئيس جو بايدن منحصراً بين بنيامين نتانياهو من جهة والكونجرس الامريكى والمنظمات الصهيونية من جانب اخر ، وتستغل المنظمات الصهيونية ووسائل الاعلام الاسرائيلية فى الولايات المتحدة الامريكية وعلى رأسها " أيباك" الانتخابات الامريكية لتضخّ أموالًا ضخمة كتبرعات لحملات المرشحين الداعمين لاسرائيل، وذلك في سبيل الضغط على النظام الامريكى لمصلحة إسرائيل، واستهداف الديمقراطيين التقدميين الذين ينتقدون الجرائم الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة ، كما ان مجلس النواب الأمريكي صوت لصالح تمرير مشروع قانون قدمه نواب من الحزب الجمهوري يلزم الرئيس جو بايدن بتسليم أسلحة دفاعية إلى إسرائيل، ويمنع مشروع القانون بايدن من حجب أو وقف أو إلغاء نقل الأسلحة التي وافق عليها الكونغرس من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، ويلزمه بتسليم أي أسلحة تم حجبها إلى إسرائيل في غضون سن مشروع القانون ، كما يسعى نتانياهو إلى ايجاد فرصة اخيرة لتحقيق ما اعلنه من اهداف للحرب والتى تتمثل فى تفكيك حماس وإطلاق سراح المحتجزين في غزة ، خصوصاً وان المقاومة الفلسطينية كما اعلن نتانياهو كبدت إسرائيل ثمنا باهظا ومؤلما ، بالرغم من تعهداته باستمرار الحرب حتى تحقيق الانتصار يسعى نتانياهو بكل قوته لتحقيق إنجاز ضخم ينسب اليه قبل رحيله حتى لا ينتهى سياسياً ويحاكم جنائياً على جرائم الفساد ، ولذلك يدفع نتانياهو جيش الدفاع الاسرائيلى لعمل مجازر وقتل عشوائى ضد الفلسطينيين باستخدام الاسلحة الامريكية وعلى رأسها القنابل الثقيلة والخارقة للتحصينات لاستمرار الحرب ولتدمير البنية الاساسية والقضاء على الشعب الفلسطيني وخاصة الاطفال ، لانهاء اى مستقبل او امل للفسطينيين فى الحياة ، ومن اجل استمراره فى السلطة لحين الانتخابات الامريكية فى 5 نوفمبر القادم ، حيث يأمل نتانياهو وصول ترامب إلى البيت الأبيض لينقذه من دخول السجن، في ظل تفاقم الخلافات بين نتنياهو وبايدن؛ جراء سياسات الاحتلال تجاه غزة ، حيث تحاول اسرائيل التملص من اقامة دولة فلسطينية وانهاء كافة الاتفاقيات الدولية التى كانت تدعوا لاقامة الدولتين ، لدرجة دفعت نتانياهو للقول "عندما لا يتم حل الخلافات لأسابيع في الغرفة المغلقة، يحتاج رئيس وزراء إسرائيل إلى التحدث بصراحة لجلب ما يحتاجه مقاتلونا.. وهذا ما حدث هذه المرة أيضًا". ، في حين قال البيت الأبيض: "لن نرد على كل تصريحات نتنياهو، سنركز على ما تحتاجه إسرائيل ، بالاضافة الى ان نتنياهو مصمم على مواصلة الحرب ضد قطاع غزة، والقتل والتدمير ضد السكان المدنيين كمحاولة لاعادة شعبيته المتدهوره ، وقد يكون عدم استماع اسرائيل للنصائح الامريكية هى محاولة جادة من جانب نتانياهو لاسقاط بايدن فى الانتخابات الرئاسية الامريكية ، ولذلك يعمد نتانياهو إلى إطالة أمد الحرب على غزة للبقاء في كرسي رئاسة الوزراء خصوصاً وانه يحظى بدعم "اليمين المتطرف" فهو لا يبحث عن أي حلول للقضية الفلسطينية ولا للحرب على غزة ولا لملف المحتجزين الإسرائيليين، ولا قضية تجنيد المتدينيين ، ولكن يدير نتانياهو هذه الملفات للبقاء فى رئاسة الوزراء وتحقيق بطولة زائفة لاعادة مكانته واستمرار بقاءه على كرسى رئاسة الوزراء ، فنتنياهو بحالة صدام مع إدارة بايدن والغرب ، حين أعلن أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية، وتشاركه كافة أحزاب معسكر اليمين هذا الموقف بالاضافة الى الرأى العام فى اسرائيل، الذى يعتبر ان اقامة دولة فلسطينية بمثابة هدية تقدم للفلسطينيين مقابل الهجوم المفاجىء فى معركة " طوفان الاقصى " ، كما يسعى نتانياهو الى فرض هيمنة احتلالية على قطاع غزة ، والمماطلة لحين فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية خصوصاً وان نتائج حرب غزة لم تحقق الاهداف الاستراتيجية ، فالبقاء السياسي هو الذي يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإطالة أمد الحرب في قطاع غزة .
تجدر الاشارة الى ان نتانياهو اقام صداقة قوية مع الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب فى بداية توليه الرئاسة ، ونشر نتانياهو فى وقتها تهنئة بفوزه قائلاً " أهنئ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. فهو صديق حقيقي لإسرائيل. وسنعمل معا من أجل دفع الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا ، فالعلاقة المتينة بين الولايات المتحدة وإسرائيل مبنية على قيم ومصالح مشتركة وعلى مصير مشترك ، وإنني متأكد بأن الرئيس المنتخب ترامب وأنا سنواصل تعزيز التحالف الفريد من نوعه القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة وسنقوده إلى قمم جديدة". وتعهد بدعم ومساندة ترامب فى حملته الانتخابية الثانية باعتباره اعظم صديق لاسرائيل فى البيت الابيض ، الامر الذى اثار غضب الرئيس الامريكى جو بايدن وقتها وتمنى عدم نجاح نتانياهو فى الانتخابات لكى لا يستغل سلطاته كرئيس وزراء لاسرائيل فى دعم حملة ترامب ، كما قال نتانياهو فى نهاية فترة رئاسة ترامب "أتوجه بالشكر إليك يا دونالد ترامب على الصداقة التي أظهرتها لدولة إسرائيل ولي شخصياً بالاعتراف بالقدس والجولان وبمجابهة إيران وباتفاقات السلام التاريخية وبالوصول بالتحالف الأمريكي الإسرائيلي إلى آفاق غير مسبوقة". وفى هذه الاحداث تتردت على المسامع كلمات كوكب الشرق فى اغنية مصر تتحدث عن نفسها بقولها ( أنا إن قدر الإله مماتى .. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى ، ما رمانى رام وراح سليماً .. من قديم عناية الله جندى ، كم بغت دولة على وجارت .. ثم زالت وتلك عقبة التعدى ) ، حفظ الله مصر .
تستغل اسرائيل هذه الفرص المصطنعة لتحقيق مصالحها خصوصاً وانها تعرف جيداً مكانتها لدى الولايات المتحدة الامريكية ولدى المنظمات الصهيونية الداعمة لها ،و لذا تقوم بحرب ابادة كاملة لازالة أية اخطار مستقبلية ، حيث قال وزير الدفاع يوآف غالانت ، إن رد إسرائيل في قطاع غزة "سيظل حاضرا في الأذهان طوال الخمسين سنة المقبلة وستندم (حماس) على أنها بدأت ذلك ، وأضاف "لقد تغيرت قواعد الحرب. الثمن الذي سيدفعه قطاع غزة سيكون باهظًا للغاية، سيغير هذا الواقع لأجيال ، ولذلك تستخدم اسرائيل الذخائر الموجهة بشكل كثيف فى عملياتها العسكرية لأن هذا النوع من الذخائر يحافظ على امن الجنود الاسرائيليين ويمنعهم من المواجهات المباشرة مع حماس ، ويأتى ذلك على حساب المدنيين الفلسطينيين ، كما استخدمت إسرائيل احدث اسلحة الترسانة الامريكية والتى تشمل أسلحة الفوسفور الأبيض، المحرَّم دوليا، وذخائر "اليورانيوم المنضب"، كما زودت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، القنابل الكبيرة مثل تلك التي تزن 2000 رطل، تأثيرها يمتد لمساحة كبيرة. وتقول الأمم المتحدة إن "الضغط الناتج عن الانفجار قادر على تمزيق الرئتين وتفجير تجاويف الجيوب الأنفية وقطع الأطراف على بعد مئات الأمتار من موقع الانفجار، كما أسقط الاحتلال الإسرائيلي خلال أول 45 يوماً من الحرب أكثر من 22 ألف قنبلة على قطاع غزة ، ولذلك أوقفت الولايات المتحدة الامريكية إرسال شحنة تتكون من 1800 قنبلة تزن الواحدة منها ألفي رطل (907 كيلوجرامات) و1700 قنبلة تزن الواحدة منها 500 رطل (نحو 227 كيلوجراماً ، خصوصاً وان الصناعات العسكرية الإسرائيلية لا تستطيع انتاج هذا النوع من الفنابل ، الامر الذى اعاد قطاع غزة، بنحو 50 سنة للوراء ، ومع ذلك أمر الرئيس الأميركي جو بايدن فريقه بمواصلة العمل مع إسرائيل "لإلحاق هزيمة دائمة" بحركة "حماس" ، ومع ذلك أعرب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون عن قلقة بشأن التقارير التي تشير إلى تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل، داعياً إدارة الرئيس جو بايدن إلى إلغاء هذا الإجراء، مؤكداً أن المساعدات العسكرية لإسرائيل "أولوية ملحة لا يجب تأخيرها". كما اتهم دونالد ترامب الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"الوقوف إلى جانب" حماس بعد تهديدات بايدن بوقف إمدادات أسلحة معيّنة إلى إسرائيل في حال اجتياحها مدينة رفح المكتظة بالسكان .
فاسرائيل لها مكانة خاصة لدى الولايات المتحدة الامريكية ، حيث يعتبرها البعض ولاية من الولايات الامريكية فى منطقة الشرق الاوسط ، وترتبط الدولتان بمعاهدات دفاع مشترك وتعاون عسكرى ، فإسرائيل هي أكبر مستفيد من المساعدة الاقتصادية والعسكرية المباشرة من الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية ، حيث قال الرئيس السابق دونالد ترامب "إننا غير مضطرين إلى الوجود في الشرق الأوسط، إلا لحماية إسرائيل " ، كما اكد الرئيس الامريكى جو بايدن ، أن التزامه تجاه إسرائيل لا يتزعزع، مشيرا إلى أن "أمن إسرائيل مهم للغاية" ، وانه يقدم دعمه الفوري وغير المشروط لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، وطلب بايدن من الكونجرس مليارات الدولارات ومساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل ، وقدم ايضاً دعمه الكامل عسكريا ودبلوماسيا بصورة غير مسبوقة لإسرائيل منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر ، وعلى الرغم من ذلك يعتبر الرئيس الامريكى جو بايدن اسرائيل عبء استراتيجى عليه ، نظراً لما تقوم به من مغامرات غير محسوبة تؤدى لتوريط الجميع ، ولذلك تستعد إدارة بايدن لمرحلة ما بعد نتنياهو ، حيث شعر الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته بالإحباط بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معظم الاقتراحات الخاصة بالحرب في غزة ، بل على العكس قام نتانياهو بتوريط بايدن فى المجازر التى تمت فى حق الشعب الفلسطينى ، خصوصاً بعد فشل كل تحركات بايدن لكبح جماح حكومة نتنياهو، الامر الذى يعرض بايدن للسقوط فى الانتخابات ولفقدان دعم الأمريكيين العرب والمسلمين بسبب دعمه الا محدود لإسرائيل في حرب غزة ، كما رفض نتنياهو موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن بمنع بعض إمدادات الأسلحة لإسرائيل ، وقال نتانياهو إن بلاده مستعدة للوقوف بمفردها إذا لزم الأمر وقال اننا سنقاتل بأظافرنا إذا اضطررنا لذلك، فنتانياهو يسعى لإطالة امد الحرب للنجاة بنفسه من قضايا الفساد وللهروب من محاكمته كمجرم حرب ، ومحاولته التنصل من مسؤولية فشله الاستخباراتي بهجوم "طوفان الأقصى" ، وعدم اهتمامه بمصير الرهائن الاسرائيليين المحتجزين لدى حماس وعرقلة صفقة تبادل المحتجزين، وفشله فى تحقيق انتصار حقيقى بالقبض على قادة حماس على الرغم من موت مئات الجنود الاسرائيليين وتدمير عدد كبير من العربات المصفحة والدبابات الاسرائيلية ، وعلى الرغم من ذلك سيكون نتانياهو هو الممثل الوحيد عن اسرائيل فى تعاملته مع الدول الاخرى بسبب سقوط حكومة الحرب ، الامر الذى سيسمح لنتانياهو بدور اقوى امام الولايات المتحدة الامريكية ، كما سيقلل من الضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة على الحكومة الاسرائيلية ، الامر الذى سيجعل الرئيس جو بايدن منحصراً بين بنيامين نتانياهو من جهة والكونجرس الامريكى والمنظمات الصهيونية من جانب اخر ، وتستغل المنظمات الصهيونية ووسائل الاعلام الاسرائيلية فى الولايات المتحدة الامريكية وعلى رأسها " أيباك" الانتخابات الامريكية لتضخّ أموالًا ضخمة كتبرعات لحملات المرشحين الداعمين لاسرائيل، وذلك في سبيل الضغط على النظام الامريكى لمصلحة إسرائيل، واستهداف الديمقراطيين التقدميين الذين ينتقدون الجرائم الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة ، كما ان مجلس النواب الأمريكي صوت لصالح تمرير مشروع قانون قدمه نواب من الحزب الجمهوري يلزم الرئيس جو بايدن بتسليم أسلحة دفاعية إلى إسرائيل، ويمنع مشروع القانون بايدن من حجب أو وقف أو إلغاء نقل الأسلحة التي وافق عليها الكونغرس من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، ويلزمه بتسليم أي أسلحة تم حجبها إلى إسرائيل في غضون سن مشروع القانون ، كما يسعى نتانياهو إلى ايجاد فرصة اخيرة لتحقيق ما اعلنه من اهداف للحرب والتى تتمثل فى تفكيك حماس وإطلاق سراح المحتجزين في غزة ، خصوصاً وان المقاومة الفلسطينية كما اعلن نتانياهو كبدت إسرائيل ثمنا باهظا ومؤلما ، بالرغم من تعهداته باستمرار الحرب حتى تحقيق الانتصار يسعى نتانياهو بكل قوته لتحقيق إنجاز ضخم ينسب اليه قبل رحيله حتى لا ينتهى سياسياً ويحاكم جنائياً على جرائم الفساد ، ولذلك يدفع نتانياهو جيش الدفاع الاسرائيلى لعمل مجازر وقتل عشوائى ضد الفلسطينيين باستخدام الاسلحة الامريكية وعلى رأسها القنابل الثقيلة والخارقة للتحصينات لاستمرار الحرب ولتدمير البنية الاساسية والقضاء على الشعب الفلسطيني وخاصة الاطفال ، لانهاء اى مستقبل او امل للفسطينيين فى الحياة ، ومن اجل استمراره فى السلطة لحين الانتخابات الامريكية فى 5 نوفمبر القادم ، حيث يأمل نتانياهو وصول ترامب إلى البيت الأبيض لينقذه من دخول السجن، في ظل تفاقم الخلافات بين نتنياهو وبايدن؛ جراء سياسات الاحتلال تجاه غزة ، حيث تحاول اسرائيل التملص من اقامة دولة فلسطينية وانهاء كافة الاتفاقيات الدولية التى كانت تدعوا لاقامة الدولتين ، لدرجة دفعت نتانياهو للقول "عندما لا يتم حل الخلافات لأسابيع في الغرفة المغلقة، يحتاج رئيس وزراء إسرائيل إلى التحدث بصراحة لجلب ما يحتاجه مقاتلونا.. وهذا ما حدث هذه المرة أيضًا". ، في حين قال البيت الأبيض: "لن نرد على كل تصريحات نتنياهو، سنركز على ما تحتاجه إسرائيل ، بالاضافة الى ان نتنياهو مصمم على مواصلة الحرب ضد قطاع غزة، والقتل والتدمير ضد السكان المدنيين كمحاولة لاعادة شعبيته المتدهوره ، وقد يكون عدم استماع اسرائيل للنصائح الامريكية هى محاولة جادة من جانب نتانياهو لاسقاط بايدن فى الانتخابات الرئاسية الامريكية ، ولذلك يعمد نتانياهو إلى إطالة أمد الحرب على غزة للبقاء في كرسي رئاسة الوزراء خصوصاً وانه يحظى بدعم "اليمين المتطرف" فهو لا يبحث عن أي حلول للقضية الفلسطينية ولا للحرب على غزة ولا لملف المحتجزين الإسرائيليين، ولا قضية تجنيد المتدينيين ، ولكن يدير نتانياهو هذه الملفات للبقاء فى رئاسة الوزراء وتحقيق بطولة زائفة لاعادة مكانته واستمرار بقاءه على كرسى رئاسة الوزراء ، فنتنياهو بحالة صدام مع إدارة بايدن والغرب ، حين أعلن أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية، وتشاركه كافة أحزاب معسكر اليمين هذا الموقف بالاضافة الى الرأى العام فى اسرائيل، الذى يعتبر ان اقامة دولة فلسطينية بمثابة هدية تقدم للفلسطينيين مقابل الهجوم المفاجىء فى معركة " طوفان الاقصى " ، كما يسعى نتانياهو الى فرض هيمنة احتلالية على قطاع غزة ، والمماطلة لحين فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية خصوصاً وان نتائج حرب غزة لم تحقق الاهداف الاستراتيجية ، فالبقاء السياسي هو الذي يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإطالة أمد الحرب في قطاع غزة .
تجدر الاشارة الى ان نتانياهو اقام صداقة قوية مع الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب فى بداية توليه الرئاسة ، ونشر نتانياهو فى وقتها تهنئة بفوزه قائلاً " أهنئ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. فهو صديق حقيقي لإسرائيل. وسنعمل معا من أجل دفع الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا ، فالعلاقة المتينة بين الولايات المتحدة وإسرائيل مبنية على قيم ومصالح مشتركة وعلى مصير مشترك ، وإنني متأكد بأن الرئيس المنتخب ترامب وأنا سنواصل تعزيز التحالف الفريد من نوعه القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة وسنقوده إلى قمم جديدة". وتعهد بدعم ومساندة ترامب فى حملته الانتخابية الثانية باعتباره اعظم صديق لاسرائيل فى البيت الابيض ، الامر الذى اثار غضب الرئيس الامريكى جو بايدن وقتها وتمنى عدم نجاح نتانياهو فى الانتخابات لكى لا يستغل سلطاته كرئيس وزراء لاسرائيل فى دعم حملة ترامب ، كما قال نتانياهو فى نهاية فترة رئاسة ترامب "أتوجه بالشكر إليك يا دونالد ترامب على الصداقة التي أظهرتها لدولة إسرائيل ولي شخصياً بالاعتراف بالقدس والجولان وبمجابهة إيران وباتفاقات السلام التاريخية وبالوصول بالتحالف الأمريكي الإسرائيلي إلى آفاق غير مسبوقة". وفى هذه الاحداث تتردت على المسامع كلمات كوكب الشرق فى اغنية مصر تتحدث عن نفسها بقولها ( أنا إن قدر الإله مماتى .. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى ، ما رمانى رام وراح سليماً .. من قديم عناية الله جندى ، كم بغت دولة على وجارت .. ثم زالت وتلك عقبة التعدى ) ، حفظ الله مصر .
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية