تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

يا مثليى العالم اتحدوا

حدثت تقلباتُ فى خريطة اليسار العالمى منذ تفكك الاتحاد السوفيتى السابق. أخذ الخطُ البيانى لأحزابه فى هبوطٍ تخلله قليلُ من الصعود. لكن السقوط المُدَّوى صار غالبًا منذ بداية العدوان الهمجى على غزة.

نلاحظ تفاوتًا فى هذا السقوط، واستثناءاتٍ قليلةً منه. ولولا ظهور أحزاب وتيارات يسارية راديكالية فى بعض البلدان الأوروبية فى العقدين الأخيرين، لما بقى من هذا التيار إلا الذكرى، وهو الذى أسهم بدورٍ معتبر فى تغيير العالم بين منتصف القرن 19 وستينيات القرن 20 لم تعد الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية فى أوروبا يساريةً إلا اسمًا.

فقد أفلست ومعها نظيراتها الشيوعية بعد تآكل المسافة التى كانت بينهما. ولكن إفلاسها لم يبلغ ذروته ويكتمل تمامًا إلا فى الأشهر الأخيرة بعد أن تبنت مواقف مُخزية، والتحقت بتحالف الإرهاب الغربى الذى يقوده الأمريكيون والصهاينة بدرجاتٍ متفاوتة.

عارُ الحزب الاشتراكى الديمقراطى الألمانى مثلاً أكبر بكثيرٍ من نظيره الإسبانى. ربما لا يصح أن نعتبر مواقف اليسار الأمريكى سواء فى الحزب الديمقراطى أو حركات أخرى مثل حركة الاشتراكيين الديمقراطيين سقوطًا بالمعنى الدقيق. لم يكن هناك كيان متبلور لهذا اليسار.

وقد يجوز القول إنه كتب شهادة موته قبل أن يشب عن الطوق. لم يجرؤ رموزه الأساسيون، وفى مقدمتهم بيرنى ساندرز، على أضعف الإيمان مثل الدعوة إلى إيقاف إطلاق النار فى غزة، ناهيك عن أن يمتلك شجاعة نقد سياسة الإدارة الحالية ورئيسها. يكتفى هذا الذى يُسمى (يسار) بقيادة النضال من أجل قضايا على شاكلة قادته والمنتمين إليه، مثل إباحة الحق فى الإجهاض، وتقنين المثلية الجنسية، والعبور الجندرى بلا قواعد أو شروط، وزواج المثليين. هذا هو نوعُ القضايا التى تحظى بأولويةٍ فى جدول أعمال ما يُسمى (يسار) فى الولايات المتحدة.

الفئات التى تحظى بدعمه هى أبعد ما تكون عن المُستضعفين والمُهمشين والبؤساء وغيرهم ممن قاد اليسارُ النضال فى العالم من أجلهم منذ أن وجه كارل ماركس نداءه التاريخى: يا عمال العالم اتحدوا. لقد أصبح نداءُ اليسار الأمريكى وقطاع واسع من اليسار الأوروبى، الآن هو: يا مثليى العالم اتحدوا، فياللعار.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية