تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مِمَ يخاف جوتيريش؟
مصدومُ, ياللهول, من تحريف بعض تصريحاته. السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أفزعه غضبُ إسرائيل لأنه قال كلمة حقٍ بعد ما يقربُ من ثلاثة أسابيع من بدء المجازر. كل ما قاله، وأثار غضب المُعتدين، هو كلامُ فى القانون الدولى، الذى يُلزمه منصبُه الذى يتقاضى عنه راتبا ضخمًا، بأن يُطالب باحترامه. قال إن ما حدث فى 7 أكتوبر لم يأت من فراغ، وأن الشعب الفلسطينى خضع على مدى 56 عامًا لاحتلال خانق!
وذكَّر بما يُفترضُ أنه بديهى قائلا: يجب ألا يكون أحد فوق القانون. ما الخطيئة التى ارتكبها إذن ليهرع طالبًا رضا الغاضين، فيبدو كما لو أنه يعتذر ضمنًا عن كلمة حق، ويُذكُر بأنه بدأ بحديث عن أن لا شيء يبررُ هجماتٍ مُروَّعة قامت بها “حماس”. لم يهرع جوتيريش لإدانة قتل 35 موظفًا بالأمم المتحدة على الأقل خلال الغارات الإسرائيلية. دعك من آلاف الأطفال الذين استُشهدوا فى هذه الغارات، وغيرهم من النساء والرجال، فى مجازر يأنفُ من مثلها وحوشُ الغابة الأكثر رحمة.
لم يشجعه أن الغاضبين لم يجدوا دولة واحدة تؤيدهم فى الهجمة التى شنوها عليه، أو فى مطالبتهم باستقالته. لا يكفى هذا كله. المهم هو رضا الصهاينة الذين منع الأمريكيون أى قرار أُممى يوقف مجازرهم، وكرَّسوا خروج مجلس الأمن من الخدمة بعد ما ثبت مُجدَّدًا أنه لم يعد موجودًا فى الواقع.
ولم يكف هؤلاء، بدورهم، أن مجمل مواقف من ينبغى عليه أن يعبر عن الضمير الدولى تعنى ضمنًا أن مائتين ونيفا من المحتجزين بكرامتهم فى غزة أهم وأرفع مقامًا من آلاف الفلسطينيين الذين يفقدون حياتهم، ومن أكثر من مليونين مُنع عنهم أدنى مقومات الحياة.
لمَ كل هذا الخوف؟
أمن أجل منصب بات للأسف مثل عدمه، فضلا عن أن الخائف يقتربُ من نهاية فترته الثانية!
رحم الله الراحل الكريم د. بطرس غالى رحمة واسعة. فقد ضحى بالفترة الثانية فى هذا المنصب من أجل موقف مع الحق، ولم يخش أمريكا الأكبر من إسرائيل، وإن لم يعد واضحًا اليوم من أكبر ممن.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية