تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
معركةُ الهدنة التكنولوجية
نتطلع إلى وقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعى لمدة ستة أشهر للتفكير فى كيفية التوصل إلى قواعد الحوكمة الرقمية التى تضمن استخدام الذكاء الاصطناعى فى الاتجاه الصحيح لمصلحة البشرية.
هذا ما دعا إليه نحو ألفين من علماء الكمبيوتر الكبار، وبعض صانعى التكنولوجيا الأكثر تقدمًا ومُطوريها، وقَّعوا على مذكرةٍ تحذيرية تخاطبُ ضمير مُطوَّرى الذكاء الاصطناعى الذين يتسابقون من أجل إكساب الآلة درجةً من الوعى الذاتى. فقد نبهوا إلى أن الآلة التى تتمتعُ بما سموه (ذكاء تنافسيًا بشريًا) يمكن أن تكون لها مخاطرُ شديدةُ على حياة البشر.
ولكن هذه الدعوة إلى هدنة تكنولوجية لا تلقى قبولاً من علماء ومُطورين آخرين يرون أن الداعين إليها يبالغون فى توقع مخاطر غير مُحدَّدة، ولا يمكنُهم تحديدها أو وصفها بدقة، ولا يقدمون حججًا مقنعة تُبرَّر تقييد ابتكاراتٍ تجعلُ الحياة أسهل وأسرع، وتساعدُ الناس فى أداء مهامهم, وتحلُ الكثير من المشاكل.
وهكذا بدأ المعترضون على الهدنة معركةً ضدها مُسلَّحين بحججٍ مضادة, ومطالبين من يخافون مخاطر محتملةً لا يعرفونها بدقة بأن يهتموا بالمخاطر القائمة التى تُهدَّدُ العالم الآن وليس غدًا.
ولكن الأهم من آراء علماء وخبراء يعترضون على دعوة الهدنة التكنولوجية هو موقف مؤسساتٍ علمية لديها خطط لتطوير الذكاء الاصطناعى، واستثمرت أموالاً لهذا الغرض، وشركاتٍ تدفعُ هذه الأموال أو الكثير منها لتحصل على الأنظمة الأكثر تطورًا وتجنى أرباحًا أوفر.
ولهذا فما أن نُشرت مذكرة الهدنة حتى ظهرت تعليقاتُ تشى بأن الكيانات التكنولوجية التى لم تستطع المنافسة بقوةٍ فى هذا المجال استغلت دوافع نبيلةً لدى بعض العلماء لإضفاء صدقيةٍ على رغبتها فى وقف خطط تطوير لا تستطيعُ مجاراتها. وقد يكون هذا حقيقيًا، وقد لا يكون. لكن القدر المتيقن هو أن عدم اليقين الذى يسودُ العالم اليوم وصل إلى مستوى يجعلُ الذكاء الاصطناعى مثيرًا للقلق، خاصةً فى غياب تشريعاتٍ تحمى من مخاطر أنظمةٍ غير شفافة، وتُقلَّلُ المخاطر التى تترتبُ عليها. ولكن قوة الشركات المستفيدة من تطوير الذكاء الاصطناعى بلا حدودٍ ستُمكَّنُها غالبًا من كسب معركة الهدنة التكنولوجية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية