تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

قهر جورج واشنطن

هل تشعر روح جورج واشنطن بالقهر وخيبة الأمل بعد أن فرَّط أحفاده فى الاستقلال الذى قاد حربًا ضارية من أجله؟

كان واشنطن القائد العام لقوات التحرير التى خاضت هذه الحرب ضد بريطانيا، ومعها فرنسا. انتهت الحرب بإعلان استقلال الولايات الثلاث عشرة التى شكَّلت نواة الدولة الأمريكية.
والأكيد أنه لم يفعل ذلك لكى يحل احتلال صهيونى محل الاحتلال الإنجليزى، ولكنه احتلالُ للعقل والإرادة هذه المرة.
وهل يرتبط هذا الشعور المُر بقلق من أن يأتى يوم يُتهم فيه بأنه كان إرهابيًا مثل مقاومى الاحتلال الصهيونى لفلسطين؟
فلا فرق فى الجوهر بين المقاومة الأمريكية فى حرب الاستقلال وقبلها، والمقاومة الفلسطينية التى تتوالى أجيالا بأشكال متعددة ومتطورة منذ الأول من يناير 1965 .
فى ذلك اليوم أعلنت حركة فتح فى البيان العسكرى رقم 1 تشكيل قوات العاصفة، وأُنشئت بعدها فصائل عدة تُشاركُ الأجنحة العسكرية لمعظمها فى التصدى البطولى للعدوان الهمجى مثل كتائب القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب شهداء الأقصى وكتائب أبو على مصطفى وكتائب المقاومة الوطنية.

وقد وُلد بعضُها مُجددًا من رماد احتراق غزة والضفة. القهرُ الذى ربما تشعر به روحُ جورج واشنطن يُحس بمثله كلُ أمريكى يقف مع الحق ويدافع عن الشعب الفلسطينى، بل حتى من يطالب بوقف إطلاق النار. قهر يُحطم تمثال الحرية فيراه الأحرارُ فى العالم وقد بات أنقاضًا مثل منازل غزة والمبانى فيها. لا تعصمُ مكانة يحظى بها أىُ شخصٍ عام من هذا القهر.
قُهِرت رئيساتُ ثلاث من أكبر الصروح العلمية فى أمريكا لامتناعهن عن قمع الطلاب الذين يُفصحون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطينى.
تطاولت نائبة جاهلة على رئيسات جامعتى هارفارد وبنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. هذا السعى المحموم لإرضاء المُستعمِر الصهيونى يُظهِر خضوعًا أمريكيًا طوعيًا للاستعمار الأبشع فى التاريخ. إنها حالة قابلة للاستعمار تجعل معظم السياسيين الأمريكيين فى الحكم والمعارضة مستعدين للركوع أمام المستعمرين الجُدد وقهر شعب طالما حُسِد على ما يتمتعُ به من حرية. غير أن نداء الضمير يظل أقوى من أى قهر، وهو ما نبقى معه غدًا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية