تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

فاوست فى أمريكا؟

إذا كان متبرعون كبارُ يشترون مرشحًا أو آخر ليقدم الثمن لكلٍ منهم حال فوزه برئاسة الولايات المتحدة، فثمة مرشحون يدفعون هذا الثمن مقدمًا قبل انتخابهم مثل ترامب الذى غيَّر موقفه تجاه السيارات الكهربائية فصار معجبًا بها بعد أن تعهد فى وقتٍ سابق بفرض قيود عليها.

وحدث هذا التغير عندما صار إيلون ماسك صاحب شركة تسلا التى تنتجها فى مقدمة المتبرعين لحملته. هذا ما يراه د. نبيل سعادة فى تعليقه على اجتهاد «مدفوعُ ثمنُه مقدمًا». ولكن الأهم فى هذا التعليق هو تصور أن المرشح الذى يبيع قراره لمن يدفع إنما هو تعبيرُ فى القرن 21 عن قصة فاوست التى تعود إلى القرن الـ17. ويرجو سعادة، على هذا الأساس، مشاهدة فيلم المخرج الروسى الكبير الكسندر سوكوروف «فاوست» الذى عُرض عام 2011.

 

يعود أصل قصة فاوست إلى مزيجٍ من التاريخ والحكى الشعبى. تاريخيًا وُجد فى سجلات إحدى المدن الأوروبية ما يدل على أن شخصًا يدعى د. فاوستوس عاش فى القرن الـ16، وكان محتالاً مهرطقًا احترف السحر. ولكن الحكى الشعبى أضفى عليه، وقد صار يُعرف باسم فاوست، أبعادًا أخرى منها مثلاً أن فاوست عقد صفقةً مع الشيطان لكى يأتى له بما لا يستطيع الحصول عليه فى حياته مقابل الاستيلاء على روحه بعد مماته.

ومنها أيضًا أن فاوست كان يسعى إلى معرفة حقيقة الحياة، فاستدعى الشيطان ليساعده، وعقد تلك الصفقة معه.

وتعددت طرق رواية الحكاية منذ القرن الـ16، ولكن معالجتها الأدبية الحديثة الأولى كانت فى مسرحية يوهان جوته المشهورة ذات الجزءين «فاوست» فى 1806 و1832. ومن أهم المعالجات اللاحقة رواية توماس مان «د. فاوست» عام 1947.

كما أُصدر عنها أفلامُ عدة لعل أهمها مثلاً فيلم سوكوروف الذى عالجها من زاوية أنها تعبر عن اندفاعٍ نحو السلطة سعيًا لامتلاكها والاستمرار فيها.

وإذ يفقد الساسة الأمريكيون فى زمننا ثقافةً ديمقراطيةً كانت لدى كثيرٍ من أسلافهم، ويسعون إلى السلطة بأى طريقةٍ ويتشبثون بها، يجوز القول إن فاوست الذى قدمه سوكوروف ظهر بشكل ما بعد سنوات قليلة من عرض فيلمه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية