تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
جائزةُ بعيدة المنال!
لا يُخفى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب توقه للحصول على جائزة نوبل للسلام. فهو لا يفتأ يكرر سعيه إلى إحلال السلام فى الشرق الأوسط وشرق أوروبا منذ أن قال فى خطاب تنصيبه فى يناير الماضى إنه سيعمل من أجل أن تكون صناعة السلام هى الإرث الذى يعتز به.
يريد ترامب أن يكون خامس رئيس أمريكى ينال هذه الجائزة. لكن سياسته لا تخدم الهدف الذى يسعى إليه، بل تجعله بعيد المنال خاصةً بعد دعمه الكامل لحرب جديدة يشنها الكيان الإسرائيلى ضد إيران.
كما أن سلوكه تجاه حرب الإبادة فى غزة يكشف استمرار مشاركة الولايات المتحدة فيها عبر الدعم الكامل وغير المشروط لحكومة نيتانياهو. أما الحرب على أوكرانيا فهى أكثر تعقيدًا من أن يستطيع إيجاد سبيل لوقفها فى وقت قصير.
كما أن تناقض منهجه فى التعامل مع الحروب الثلاث يدل على ارتباك وتشويش. فهو يدعم الموقف الإسرائيلى الذى يعتبر حرب الإبادة فى غزة والحرب على إيران صراعًا صفريًا. وإذ لا يوجد حل وسط لهذا النوع من الصراعات يبدو عجيبًا سعى ترامب لأن يكون صانع سلام ومستحقًا لجائزة نوبل.
ويتناقض هذا المنهج مع نظيره تجاه الحرب على أوكرانيا. فهو يتطلع إلى حل وسط ويحاول إقناع موسكو بالتخلى عن منهجها فى التعامل مع هذه الحرب، باعتبارها صراعًا صفريًا، وأنها لا تنتهى إلا بتحقيق أهدافها كاملةً غير منقوصة.
وهكذا يصعب من الناحية الموضوعية تصور نجاح ترامب فى إقناع أحد بأنه صانع سلام. ويعنى هذا أنه لن ينال الجائزة التى يرنو إليها إلا إذا فعلت السياسة والفساد فعلهما كما حدث كثيرًا من قبل فى منح هذه الجائزة.
وإذا عدنا إلى الرؤساء الأمريكيين الأربعة الذين حصلوا على هذه الجائزة ربما يكون كارتر الوحيد الذى استحقها بحق ليس بسبب سياسته خلال فترة حكمه (يناير 77 - يناير 1981)، ولكن نتيجة جهوده من أجل إيجاد حلول سلمية لصراعات دولية وتأسيسه مركز كارتر لهذا الغرض. فهو الوحيد بين الرؤساء الأربعة الذى حصل على الجائزة بعد مرور أكثر من عقدين على ترك منصبه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية