تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تمزيق سوريا!
ليس جديدًا سعى قادة الكيان الإسرائيلى ونخبه السياسية إلى استغلال تناقضات داخلية فى بلدان عربية من أجل تمزيقها. تفتيت هذه البلدان هدف إسرائيلى معلن منذ سبعة عقود على الأقل. كان رئيس الوزراء الأسبق ديفيد بن جوريون أول من تحدث علنًا عما معناه أن تمزيق المجتمعات العربية على أسس دينية ومذهبية وعرقية ضرورى لبقاء الكيان الإسرائيلى. وبناءً على ذلك حاولت حكومات إسرائيلية سابقة استغلال المشكلة الكردية فى العراق وسوريا. لكنها لم تجد فرصة سانحة لتحقيق ما سعت إليه. وظل الصهاينة ينتظرون هذه الفرصة إلى أن لاحت لهم فى سوريا عندما رفض بعض قادة الدروز التغيير الذى حدث فيها، وعبروا عن قلقهم بعد الإطاحة بالنظام السابق فى دمشق. وأدى تباطؤ النظام الجديد فى العمل لاحتواء أزمات نشبت فى بعض مناطق تمركز الدروز والعلويين إلى تشجيع حكومة نيتانياهو على التدخل المباشر لاستغلال هذه الأزمات بدعوى حماية الأقليات وبهدف تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح لا توجد قوات للجيش فيها. ورغم أن الكيان الإسرائيلى لا يحتاج إلى ذرائع للاعتداء وارتكاب جرائم هنا وهناك، فقد أعطاه تباطؤ النظام الجديد الفرصة التى بقى الصهاينة ينتظرونها لعقود. فقد تباطأ فى إبعاد مجموعات وعناصر متطرفة مسلحة من صفوف قوات الأمن الداخلى الجديدة، وخاصةً تلك التى تخدم فى مناطق الجنوب والساحل، فتسببت فى خلق أزمات استغلها قادة دروز محليون، وطلب بعضهم تدخلاً إسرائيليًا، فلم تكن الأزمة الكبيرة التى اندلعت فى محافظة السويداء الأولى فى مناطق الجنوب والساحل منذ تولى النظام الحالى السلطة. ومع ذلك مازال فى إمكان القادة السوريين الجدد إنقاذ الدولة من محاولة تمزيقها. ويتطلب ذلك خطوتين سريعتين. الأولى إبعاد العناصر والمجموعات المتطرفة فى وحدات الأمن التى تخدم فى مناطق الجنوب والساحل بشكل كامل. والثانية إعادة تشكيل هذه الوحدات لتكون أغلبية أعضائها من سكان المناطق التى تخدم فيها. ومن شأن هاتين الخطوتين بناء قدر من الثقة يسمح بإجراء حوار وطنى جديد أكثر شمولاً وفاعلية. وهذا هو السبيل إلى حماية سوريا من محاولة تمزيقها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية