تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تسييس «يوروفيجن»
كل شىء جائزُ الآن فى أوروبا العائدة بخطى حثيثة إلى همجيتها التى طبعت القرون الوسطى فيها، وأنتجت حروبًا دينيةً ثم قوميةً رهيبة راح ضحيتها عشرات الملايين.
ولهذا ليس غريبًا أن يُنتهك ميثاقُ مسابقة الأغنية الأوروبية المشهورة «يوروفيجن» إرضاءً للصهاينة وعبيدهم خلال دورتها رقم 68 التى اختُتمت مساء السبت الماضى فى مدينة مالمو السويدية.
استبعد مُنظمو المسابقة بشكلٍ فج المُغنى الهولندى يوسن كلاين بدعوى أن إحدى المتسابقات قدمت شكوى ضده. وإذ لم تُعلن أى تفاصيل عن الشاكية والشكوى وموضوعها، فقد فُهِم أنه عوقب على إبداء امتعاضه بسبب إرغامه على الوقوف بجوار المغنية الصهيونية إيدن جولان خلال مؤتمر صحفى، وتعبيره عن هذا الامتعاض بتغطية وجهه بعلم بلده، وكأنه يخجل لوجوده جنبًا إلى جنب مع من تُمثل كيانًا إجراميًا يرتكب إبادةً جماعية نُظمت احتجاجاتُ حاشدة ضدها فى مدينة مالمو للمطالبة بطرد الوفد الإسرائيلى وإلغاء مشاركته فى الدورة.
شاركت أعداد غفيرة فى هذه الاحتجاجات فى مدينة لا يزيد عدد سكانها على 360 ألفًا، وهزوا أرجاءها بهتافاتهم من أجل فلسطين وضد إضفاء شرعية على الإبادة الجماعية عبر إشراك الكيان الذى يرتكبها فى المسابقة.
كانت احتجاجات محض شعبية وتلقائية. لم يظهر أثرٌ لأى من الأحزاب والمنظمات السويدية فيها، سوى أن حزب سومار اليسارى الراديكالى أيدها وطالب فى بيان أصدرته رئيسته يولاندا دياز باستبعاد الصهاينة، وأبدت فيه الأسف للسماح بمشاركته فى الوقت الذى يُباد الشعب الفلسطينى ويُدمر بلده.
كما امتدت الاحتجاجاتُ إلى قاعة المسابقة. فما أن صعدت المغنية الصهيونية إلى المسرح حتى تعالت صيحاتُ الاستهجان والشعارات المؤيدة لفلسطين. كما لوحظ أن حراسةً مُشَّددةً فُرِضت على الفندق الذى أقامت به!
ولهذا بدت المسافة بين شعار الدورة «موحدون بواسطة الموسيقى» وواقعها شاسعة.
كان الانقسامُ عميقًا بين مُنظميها الذين انتهكوا ميثاقها بطرد كلاين دون إجراء تحقيق ولو كان شكليا، وجمهورٍ عريض لم تتوقف احتجاجاته على إشراك الصهاينة.
وهكذا فمن السياسة إلى الفن مرورًا بمعظم الأنشطة فى العالم، يُرفع اسم فلسطين عالميًا ويزداد الدعم لها، ويُدان الصهاينة وشركاؤهم فى إبادة غزة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية