تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

تمكن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من التعامل مع الموقف الأصعب الذى تعرض له خلال الحرب التى شنها الكيان الإسرائيلى على إيران. فقد واجه ضغوطًا متعارضة من جانب اثنين من أهم الأطراف المؤثرة فى القرار الأمريكى. فمن ناحية نجح بنيامين نيتانياهو فى إقناعه بأن مشاركة الولايات المتحدة بشكل مباشر فى الحرب هى السبيل لتقصير أمدها، وضمان تدمير المنشآت النووية الإيرانية.

ومن ناحية ثانية كان تيار قوى فى حركة ماجا، التى تمثل قاعدة ترامب الشعبية الأساسية، معارضًا المشاركة المباشرة فى الحرب، ومتمسكًا بشعار «أمريكا أولاً». فقد رأى قادة هذا التيار وجمهوره أن الولايات المتحدة ينبغى لها ألا تخوض حربًا من أجل أى دولة حتى إن كانت إسرائيل، وطالبوا بعدم التورط فى حرب لا مصلحة للولايات المتحدة فيها.

وبين هؤلاء أعضاء فى مجلس الأمن القومى الأمريكى، وفى مجلسى النواب والشيوخ، وقادة منظمات مجتمعية وصحفيون، وإعلاميون، ورجال مال وأعمال، ومؤثرون فى وسائل التواصل الاجتماعى. ويقود هذا التيار سياسيون بعضهم قريبون، أو كانوا قريبين، من ترامب مثل ستيف بانون مستشاره الأسبق للشئون الإستراتيجية فى إدارته السابقة. فقد حذر بانون بشدة من إعادة إنتاج تجربة العراق، وقال لترامب إن الحروب التى لا لزوم لها تُضعف الولايات المتحدة ولا تُقَّويها.

صحيح أن تيارًا ثانيًا فى حركة ماجا أيد مشاركة واشنطن فى الحرب بشكل مباشر. ولكن هذا لم يكن خبرًا جيدًا لترامب لأنه حمل فى طياته خطر انقسام الحركة المكتوب اسمها على قبعات يرتديها.

وهكذا كان على ترامب الاختيار بين التدخل المباشر فى الحرب ومن ثم المخاطرة بانقسام حركة ماجا وربما خسارة قطاع أساسى فى قاعدته الشعبية، أو الاكتفاء بدعم إسرائيل ومساعدتها، ومن ثم المخاطرة بعدم تحقيق أهداف الحرب التى شنها الكيان الإسرائيلى، وكأن التدخل المباشر يضمن إنجازها!

ولذا لجأ إلى خيار وسطى فقرر قصف ثلاث منشآت نووية بواسطة ضربات جوية مركزة دون الانخراط فى الحرب بشكل كامل، على أساس أن ما يرفضه أعضاء ماجا المعارضون للتدخل المباشر هو الانزلاق إلى حرب طويلة كما حدث فى أفغانستان والعراق.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية