تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بين 1948 و 2023
صمودُ أسطورى بأكثر ما فى هذا الوصف من معنى. صمود إزاء جرائم رهيبة تُرتكب يوميًا، وقتل متواصل وتدمير مستمر. وثبات رغم فقد البيوت، والبحث عن مأوى قد يكون فى العراء، وصعوبة الحصول على غذاء وماء، وانتظار ساعات لدخول الحمام فى إحدى المدارس التى لم تُهدم بعد.
هذا الوضع ليس جديدًا تمامًا. عاشه الفلسطينيون الذين هُجروا من ديارهم إلى قطاع غزة فى النكبة الأولى 1948. ويعرفه أبناؤهم وأحفادهم عبر حكايات سمعوها، ومازالوا، من آبائهم وأجدادهم.
يعتمدُ هذا المستوى من الصمود على حب جارف للوطن
وإيمان عميق بالله واستعداد
كامل للتضحية, واقتناع بأن الأجيال الحالية ليست أضعف من سابقاتها التى صمدت عقب تهجيرها إلى القطاع عقب النكبة الأولى.
كانوا أكثر من ثلاثمائة ألف وجدوا أنفسهم مُرغمين على العيش فى منطقة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. لا مساكن، ولا عمل، ولا مصدر رزق أو غذاء أو ماء. عاشوا فى خيام مهترئة، ثم أكواخ بدأت وكالة الأونروا فى بنائها عقب تأسيسها فى مايو 1950. وتقاسموا غذاءً شحيحًا أبقاهم بالكاد على قيد الحياة، وماءً كانوا يحصلون عليه من آبار ثم من حنفيات عامة أقامتها الوكالة.
لم يقل هذا البؤس إلا بعد البدء فى بناء مخيمات كبيرة تضم منازل انتقل إليها بعضهم, فيما رفض آخرون فى البداية ترك أكواخهم لتمسكهم بالعودة حتى أدركوا أن السكن فى منازل لا يعنى تفريطًا فى هذا الحق. واعتمدوا على معونات الوكالة التى كانت فى البداية ضئيلة للغاية. وسعى بعضهم للعمل فى منشآتها، ثم استصلاح أراض وزراعتها زيتونًا وحبوبًا وحمضيات.
صار عدد سكان هذه المخيمات الآن أكثر من مليون ونصف المليون, وتوزع أكثر من نصف مليون آخرين من أبنائهم فى مدن القطاع. وجاء معظم المقاومين فى مختلف الفصائل منهم، ومن نظائرهم فى مخيمات الضفة.
بدأت المقاومة فى غزة مبكرًا بعيد احتلالها عام 1967 من خلال مجموعات صغيرة ارتبط معظمها بحركة «فتح» فى عزها. وحين يُعرف هذا التاريخ لا يُستغرب الصمود الأسطورى الذى يُعلِمُ من لم يتعلم معانى العزة والكرامة والانتماء الوطنى.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية