تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

أن تكونَ فى المونديال

من تعودوا فى صباهم وشبابهم على مشاهدة مباريات كرة القدم فى الملاعب لا يستطيعون التكيف بشكل كامل مع متابعتها على شاشات التليفزيون أو الحواسب الآلية أو الهواتف. يشعرون بأن شيئًا مهمًا ينقصُهم حين يشاهدون المباريات عن بُعد. لا يمكنهم،

على سبيل المثال، مشاهدة الملعب كله طول الوقت، لأن الكاميرات تُركَّز فى المساحة التى توجدُ بها الكرةُ، أو تُنقل إليها. يفتقدون أجواء المباريات، وما يُطلق عليها الكرة الحية. فى الملعب يكون المشاهدون جزءًا لا يتجزأُ من المباراة. يتفاعلون مع كل ما يحدثُ فى الملعب، ويؤثرون فيه مثلما يتأثرون به.

وقد يكون حالهم قريبًا ممن تعودوا على مشاهدة الأفلام السينمائية فى دور العرض. الوجودُ فى دار العرض بطقوسها وأجوائها يختلفُ عن مشاهدة الفيلم خارجها. وفى الكرة يزدادُ الشعورُ بالفرق عند متابعة المونديال.

ويبلغُ هذا الشعورُ ذروته لدى من أُتيحت لهم فرصةُ حضور إحدى دورات المونديال أو أكثر. فلهذا الحضور سحرُ خاص خارج الملاعب، وليس فى مدرجاتها فقط، محبو الكرة، الذين لا يحضرون إحدى دورات المونديال، يفوتهُم الكثيرُ بشأن الأبعاد الاجتماعية والثقافية للعبة ، خاصة منذ أن باتت هذه المسابقةُ أكبر مهرجان شعبى فى العالم.

نحو نصف مليون محبٍ للكرة من مختلف أنحاء العالم يحضرون دورة المونديال الحالية. لا يوجدُ هذا العدد كلُه طوال أيام المونديال. ولكن من يوجدون فى أىٍ من أيامه لا يقلون عن مائتى ألف فى الحد الأدنى. ويستطيعُ المهتمُ بقضايا الاجتماع البشرى أن يعرف عن بعض أنماط السلوك الشعبى والتفاعلات بين المشجعين أكثر مما يتصور. فللتشجيع فى كل بلدٍ له أساليبُه وطقوسه. وتتيحُ مراقبةُ سلوك المشجعين الحصول على معرفةٍ ميدانية يندرُ مثلُها عن تفاعلاتهم والطرق التى يتصرفون بها حين يفرحون لتقدم منتخبهم أو فوزه، وحال يحزنون لتأخره أو خسارته، وعندما يكونون فى منزلةٍ بين المنزلتين بانتظار ما سيحدث.

 

أما حضورُ بعض مباريات المونديال فهو تجربةُ لا تُضاهى حتى لمن يذهبون إلى الملاعب فى بلادهم. فأن تكونَ فى المونديال يعنى حضورك فى عالمٍ لا يمكنك معرفته عن بُعد.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية